المرسلين» (١).
(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللهِ) نصب على المصدر : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ) أي من السحاب (ماءً فَسَلَكَهُ) فادخله (يَنابِيعَ) عيونا (فِي الْأَرْضِ) قال : [الشعبي والضحاك : كل ماء في الأرض فمن السماء نزل إنما ينزل] (٢) من السماء إلى الصخرة ثم يقسم منها العيون والركايا (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ) ييبس (فَتَراهُ) بعد خضرته (مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) أي فتاتا منكسرا متفتتا (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ) فتح الله (صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) للإيمان (فَهُوَ عَلى نُورٍ) على دلالة (مِنْ رَبِّهِ) قال قتادة : النور كتاب الله منه تأخذ وإليه ننتهي (٣) ومجاز الآية (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) أي (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) كمن أقسى قلبه.
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه حدثنا عبيد الله بن محمّد بن شيبة حدثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن يزيد حدثنا الموصلي ببغداد حدثنا أبو فروة واسمه يزيد بن محمّد حدثني أبي عن أبيه حدثنا زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحرث عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله عليهالسلام: «أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ».
قلنا : يا رسول الله كيف انشراح صدره؟
قال : «إذا دخل النور لقلبه انشرح وانفتح».
قلنا : يا رسول الله فما علامة ذلك؟
قال : «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل نزول الموت» [١٢٥] (٤).
وقال الثمالي : بلغنا أنها نزلت في عمّار بن ياسر (٥) وقال مقاتل : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) يعني النبيّ صلىاللهعليهوسلم.
(فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) أبو جهل وذويه من الكفّار (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
أخبرنا الحسن بن محمّد بن الحسين الحافظ أخبرنا أبو أحمد القاسم بن محمّد بن أحمد
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٣ / ٣٥٩ ، وبمعناه في صحيح البخاري : ٤ / ٨٨ ، وصحيح مسلم : ٨ / ١٤٥.
(٢) عن المصدر السابق.
(٣) فتح القدير : ٤ / ٤٥٨.
(٤) تفسير القرطبي : ١٥ / ٢٤٧.
(٥) انظر تفسير أبي حمزة : ٢٨٧ ، وقال القرطبي : المراد بمن (شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ) هاهنا فيما ذكر المفسرون علي وحمزة.