(وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ) يعني أرض الجنّة ، وهو قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (١).
(نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) ثواب المطيعين (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ) محدقين محيطين (مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) ودخول (من) للتوكيد (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) متلذذين بذلك لا متعبدين به ، لأن التكليف يزول في ذلك اليوم (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ) أي بين أهل الجنّة والنار بالحق (وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
أخبرنا أبو صالح شعيب بن محمّد البيهقي الفقيه أخبرنا مكي بن عبدان أخبرنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد عن قتادة في هذه الآية قال : فتح أول الخلق بالحمد وقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (٢) وختم بالحمد فقال : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري حدثنا نصر بن علي حدثنا عبد الرحمن بن عثمان عن عبادة بن ميسرة عن محمّد بن المنكدر عن ابن عمر أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قرأ على المنبر آخر سورة الزمر فتحرك المنبر مرتين.
__________________
(١) سورة الأنبياء : ١٠٥.
(٢) سورة الأنعام : ١.