مرض أو عقوبة فالله أكرم من أن يثنّي عليكم العقوبة في الآخرة ، وما عفا عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه» [١٨٥] (١).
قال : بإسناده عن خلف بن الوليد ، عن المبرك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : دخلنا على عمران بن الحصين في مرضه الشديد الّذي أصابه ، فقال رجل منّا : إنّي لا بد أن أسألك عما أرى من الوجع بك ، فقال عمران : يا أخي لا تفعل فو الله أن أحبّه إليّ أحبّه إلى الله تعالى. قال الله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ). هذا بما كسبت يداي وعفو ربّي تعالى فيما بقي.
أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه ، حدثنا موسى بن محمّد بن علي ، حدثنا جعفر بن محمد الفرماني ، حدثنا أبو خثيمه مصعب بن سعيد ، حدثنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن مرة الهمذاني ، قال : رأيت على ظهر كف شريح قرحة ، قلت : يا أبا أمامة ما هذا؟ قال : (فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ).
أخبرنا الحسين بن فنجويه الدينوري ، حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني إبراهيم بن الحسن الباهلي المقري ، حدثنا حمّاد بن زيد أبو إسماعيل عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، قال : لما ركبه الدّين اغتمّ لذلك ، فقال : إنّي لأعرف هذا العلم ، هذا بذنب أصبته منذ أربعين سنة.
أخبرنا ابن فنجويه ، حدثنا موسى بن محمد ، حدثنا أبو بشر أحمد بن بشر الطيالسي ، حدثني بعض أصحابنا ، عن أحمد بن الحواري ، قال : قيل لأبي سلمان الدارابي : ما بال العقلاء أزالوا اللّوم عمن أساء إليهم؟ قال : لأنّهم علموا أنّ الله تعالى إنّما ابتلاهم بذنوبهم ، قال الله تعالى : (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (٢).
أخبرنا ابن فنجويه ، حدثنا محمد بن عبد الله بن [برزة] ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : «إذا أراد الله تعالى بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدّنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشّر أمسك عليه بذنبه حتّى يوافي به يوم القيامة» [١٨٦] (٣).
وقال عكرمة : ما من نكبة أصابت عبدا فما فوقها إلّا بذنب لم يكن الله ليغفر له إلّا بها ، أو درجة لم يكن الله ليبلّغه إلّا بها.
__________________
(١) مسند أبي يعلى : ١ / ٣٥٢ ، تفسير القرطبي : ١٦ / ٣٠.
(٢) زاد المسير : ٧ / ٨١ ، وتفسير القرطبي : ١٦ / ٣١.
(٣) سنن الترمذي : ٤ / ٢٧.