(وَفِيها) في الجنّة. (ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ) قرأ أهل المدينة والشام وحفص عن عاصم (تَشْتَهِيهِ) بالهاء وكذلك هي في مصاحفهم.
(وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) أخبرنا عقيل بن محمد ، أخبرنا المعافا بن زكريا ، أخبرنا محمد بن جرير ، حدثنا ابن يسار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن سابط ، إنّ رجلا قال : يا رسول الله إنّي أحبّ الخيل ، فهل في الجنة خيل؟.
فقال : «إنّ يدخلك الله الجنّة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء تطير بك في أي الجنّة شئت ، إلّا ركبت» [٢٠٣] (١).
فقال : إعرابي يا رسول الله إنّي أحبّ الإبل ، فهل في الجنّة إبل؟. فقال : «يا إعرابي إن يدخلك الله الجنّة إن شاء الله. كان لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عيناك» [٢٠٤] (٢).
وبه عن ابن جرير ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأياد ، عن محمد ابن سعد الأنصاري ، عن أبي ظبية السلمي ، قال : إنّ السرب من أهل الجنّة لتظلهم السحابة ، فتقول : ما أمطركم؟. فما يدعو داع من القوم بشيء إلّا مطرتهم ، حتّى إنّ القائل منهم ليقول : أمطرينا (كَواعِبَ أَتْراباً).
وبه عن ابن جرير ، حدثنا موسى بن عبد الرحمن ، حدثنا زيد بن الحبان بن الرّيان ، أخبرنا معاوية بن صالح ، حدثني سليمان بن عامر ، قال : سمعت أبا أمامة يقول : إنّ الرجل من أهل الجنّة ليشتهي الطائر وهو يطير ، فيقع منفلقا نضيجا في كفه ، فيأكل منه حتّى تنتهي نفسه ، ثمّ يطير ، ويشتهي الشراب فيقع الإبريق في يده فيشرب منه ما يريد ثمّ يرجع إلى مكانه.
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ).
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه ، حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ، حدثنا محمد بن إبراهيم ابن زياد الطيالسي الرازي ، حدثنا محمد بن حسان الأزرق ، حدثنا ريحان بن سعيد ، حدثنا عباد ابن منصور ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان ، إنّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا ينزع رجل من أهل الجنّة من ثمرها إلّا أعيد في مكانها مثلاها (٣)».
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) المشركين. (فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ * لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ليمتنا ربّك فنستريح ، فيجيبهم مالك بعد ألف سنة : (قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) مقيمون في العذاب.
__________________
(١) مسند أحمد : ٥ / ٣٥٢.
(٢) مسند أحمد : ٥ / ٣٥٢.
(٣) الدر المنثور : ١ / ٣٨.