وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي سعيد البزاز قال : حدثنا علي بن أشكاب قال : أخبرني أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله عزوجل إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفاء ، فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبرائيل عليهالسلام ، فإذا جاءهم جبرائيل عليهالسلام (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) فيقولون : يا جبرائيل ماذا قال ربك؟ قال : يقول : الحق ، فينادون : الحق الحق» (١) [٣٣].
والشاهد لهذا الحديث والمفسر له ما أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الفقيه قال : أخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب قال : أخبرنا بشر بن موسى قال : حدثنا الحميدي قال : حدّثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال : سمعت عكرمة يقول : سمعت أبا هريرة يقول : إنّ نبي الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قضى الله عزوجل الأمر في السماء ، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا : ما ذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا) : للذي قال : (الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)» (٢) [٣٤].
وأنبأني عقيل بن محمد عن المعافى بن زكريا عن محمد بن جرير الطبري عن زكريا بن أبان المصري عن نعيم عن الوليد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر عن أبي زكريا عن رجاء بن حبوة عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله : «فإذا سمع بذلك أهل السماوات ، صعقوا وخرّوا لله سجدا ، فيكون أول من يرفع رأسه جبرائيل ، فيكلمه الله من وحيه بما أراده ، ثم يمر جبرائيل على الملائكة ، كلما مرّ بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبرائيل؟ فيقول جبرائيل : قال (الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ). قال : فيقولون كلهم مثلما ما قال جبرائيل ، فينتهي جبرائيل بالوحي حيث أمر الله» [٣٥] (٣).
وبه عن ابن جرير عن يعقوب عن ابن علية عن أيوب عن هشام عن عروة قال : قال الحرث ابن هشام لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : كيف يأتيك الوحي؟ قال : «يأتيني في صلصلة كصلصلة الجرس فيفصم عني حين يفصم وقد وعيته ، ويأتيني أحيانا في مثل صورة الرجل فيكلمني به كلاما وهو أهون عليّ» [٣٦] (٤).
وقال بعضهم : إنما يفزعون حذرا من قيام الساعة.
وقال الكلبي : كان بين عيسى ومحمد عليهماالسلام فترة زمان طويلة لا يجري فيها
__________________
(١) فتح الباري ١٣ / ٣٨٢.
(٢) صحيح البخاري : ٦ / ٢٨.
(٣) مجمع الزوائد : ٧ : ٩٤.
(٤) جامع البيان للطبري : ٢٢ / ١١١.