فقال : «العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعا» قال : فما مضت سابعة حتى مطروا [٢١٠] (١).
أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا محمد بن خالد ، أخبرنا داود بن سليمان ، حدّثنا عبد بن حميد ، حدّثنا هاشم بن القاسم ، حدّثنا محمد بن طلحة ، عن طلحة عن عبد الله بن محيريز قال : دعاه سليمان بن عبد الملك فقال : لو تعلّمت علم النجوم فازددت إلى علمك.
فقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ان أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث : حيف الأئمة وتكذيبا بالقدر وإيمانا بالنجوم» (٢) [٢١١].
ثم خاطبهم خطاب التحذير والترهيب فقال عزّ من قائل : (فَلَوْ لا) فهلّا (إِذا بَلَغَتِ) يعني النفس (الْحُلْقُومَ) عند خروجها من الجسد فاختزل النفس لدلالة الكلام عليه.
كقول الشاعر :
أماويّ ما يغني الثراء عن الفنى |
|
إذا حشرجت يوما وضاق به الصدر |
(وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) إلى أمري وسلطاني.
وقال ابن عباس : يريد : من حضر الميت من أهله ينظرون إليه متى تخرج نفسه.
قال الفراء : وذلك معروف من كلام العرب أن يخاطبوا الجماعة بالفعل كأنهم أهله وأصحابه ، والمراد به بعضهم غائبا كان أو شاهدا فيقولوا : قتلتم فلانا والقاتل منهم واحد.
ويقولون لأهل المسجد إذا آذوا رجلا بالازدحام : اتقوا الله فإنكم تؤذون المسلمين (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ) بالقدرة والعلم ولا قدرة لكم على دفع شيء عنه.
قال عامر بن عبد قيس : ما نظرت إلى شيء إلّا رأيت الله سبحانه أقرب إليّ منه.
وقال بعضهم : أراد : ورسلنا الذين يقبضون.
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) مملوكين ومحاسبين ومجزيين.
فإن قيل : فأين جواب قوله (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ) وقوله (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ)؟
قلنا : قال الفراء : إنهما أجيبا بجواب واحد ، وهو قوله (تَرْجِعُونَها) وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد فهذا من ذلك ، ومنه قوله (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا
__________________
(١) مسند الحميدي : ٢ / ٤٣٢ ، وجامع البيان للطبري : ٢٧ / ٢٧١.
(٢) الجامع الصغير : ١ / ٤٧ ح ٢٧٩ ، وكنز العمال : ٦ / ١٥ ح ١٤٦٣٢ بتفاوت يسير.