ابن سليمان قال : حدّثنا محمد بن إسحاق الرازي قال : حدّثنا إسحاق بن سليمان قال : سمعت عمرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال : هذه الآية (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) في التوراة سبعمائة آية.
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ) يعني العرب (رَسُولاً مِنْهُمْ) محمدا صلىاللهعليهوسلم (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ) في (آخَرِينَ) وجهان من الأعراب : أحدهما الخفض على الرد الى الأميين ، مجازه : وفي آخرين ، والثاني : النصب على الردّ الى الهاء والميم من قوله (يُعَلِّمُهُمُ) أي ويعلم آخرين منهم أي من المؤمنين الذين يدينون بدينه.
(لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) أي لم يدركوهم ولكنهم يكونون بعدهم.
وأختلف العلماء فيهم فقال ابن عمرو سعيد بن جبير : هم العجم ، وهي رواية ليث عن مجاهد يدلّ عليه كما
روى ثور بن يزيد عن أبي العتب عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) كلّمه فيها الناس فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على سلمان فقال : «لو كان (الدين) (١) عند الثريا لناله رجال من هؤلاء» [٢٨٧] (٢).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد بن خلف قال : حدّثنا إسحاق بن محمد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا إبراهيم بن عيسى قال : حدّثنا علي بن علي قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي قال : حدّثني حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «رأيتني تبعني غنم سود ثم أتبعتها غنم سود ثم أتبعتها غنم عفر» أوّلها أبا بكر قال : أمّا السود فالعرب ، وأما العفر فالعجم تبايعك بعد العرب ، قال : «كذلك عبّرها الملك سحر» [٢٨٨] (٣) يعني وقت السحر.
وبه عن أبي حمزة قال : حدّثني السدي قال : كان عبد الرحمن بن أبي ليلى إذا قال : رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فأنه يعني به عليا ، وإذا قال : رجل من أهل بدر فإنما يعني به عليا ، فكان أصحابه لا يسألونه عن أسمه ، وقال : عكرمة ومقاتل : هم التابعون ، وقال ابن زيد وابن حيان : هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي صلىاللهعليهوسلم الى يوم القيامة وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وروى سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «وأن في أصلاب أصلاب أصلاب
__________________
(١) في المصدر : الإيمان.
(٢) صحيح مسلم : ٧ / ١٩٢.
(٣) المصنّف : ٧ / ٢٣٤ ، وبتفاوت في كنز العمال : ١١ / ٤٤٩ ، ح ٣٢١١٣.