القراءة ما أخبرنا محمّد بن نعيم قال : أخبرنا الحسين بن أيّوب قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز قال : أخبرنا القاسم بن سلام قال : حدّثنا حجاج عن هارون قال : في حرف أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ـ وأكون من الصالحين ، بالواو.
وقرأ الآخرون : بالجزم (وَأَكُنْ) عطفا بها على قوله (فَأَصَّدَّقَ) لو لم يكن فيه الفاء وذلك أنّ قوله (فَأَصَّدَّقَ) لو لم يكن فيه الفاء كان جزما ، واختار أبو عبيد الجزم ، قال : من ثلاث جهات :
أحدها : إنّي رأيتها في مصحف الإمام عثمان ـ (وَأَكُنْ) بحذف الواو ثم اتفقت بذلك المصاحف فلم تختلف.
والثانية : اجتماع أكثر قرّاء الأمصار عليها.
والثالثة : إنّا وجدنا لها مخرجا صحيحا في العربية لا يجهله أهل العلم بها وهو أن يكون نسقا على محل أصّدق قبل دخول الفاء ، وقد وجدنا مثله في أشعارهم القديمة منها قول القائل :
فأبلوني بليتكم لعلّي |
|
أصالحكم واستدرج نويا (١) |
فجزم واستدرج عطفا على محل أصالحكم قبل دخول لعلّي.
(وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) بالياء مختلف عنه غيره بالتاء.
__________________
(١) لسان العرب : ١١ / ٤٧٤.