الامة بعد ان فقدت مثلها العليا النابعة منها فقدت فاعليتها واصالتها حينئذ تفتش عن مثل اعلى من الخارج تعطيه ولاءها لكي تمنحه قيادتها. هذا هو الاجراء التاريخي الثاني والاجراء التاريخي الثالث ان ينشأ في اعماق هذه الامة بذور اعادة المثل الاعلى من جديد بمستوى العصر الذي تعيشه الامة ، هذان الاجراءان ، الثاني والثالث وقفت الامة امامهما على مفترق طريقين حينما دخلت عصر الاستعمار ، كان هناك طريق يدعوها الى الانصهار في مثل اعلى من الخارج هذا الطريق الذي طبقه جملة من حكام المسلمين في بلاد المسلمين « رضاخان » في ايران و « اتاتورك » في تركيا ، حاول هؤلاء ان يجسدوا المثل الاعلى للانسان الاوروبي المنتصر ويطبقوا هذا المثل الاعلى ويكسبوا ولاء المسلمين انفسهم لهذا المثل الاعلى بعد ان ضاع المثل الاعلى في داخل المسلمين ، بينما رواد الفكر الاسلامي في بدايات عصر الاستعمار وفي أواخر الفترة التي سبقت عصر الاستعمار ، رواد الفكر الاسلامي ورواد النهضة الاسلامية اطلقوا جهودهم في سبيل الاجراء الثالث في سبيل اعادة الحياة الى الاسلام من جديد في سبيل انتشار هذا المثل الاعلى واعادة الحياة اليه وتقديمه بلغة