امارتكم هذه أو خلافتكم هذه لا تساوي عندي شيئا الا أن أقيم حقا أو أدحض باطلا ». ألم يقل علي بن ابي طالب ذلك ، ألم يجسد هذا في حياته ، في كل حياته ، علي بن أبي طالب كان يعمل لله سبحانه وتعالى ، لم يكن يعمل لدنياه ، لو كان علي يعمل لدنياه لكان اشقى الناس واتعس الناس ، لان عليا حمل دمه على يده منذ طفولته ، منذ صباه ، يذب عن وجه رسول الله (ص) وعن دين الله وعن رسالة الله ، لم يتردد لحظة في أن يقدم ، لم يكن يحسب للموت حسابا ، لم يكن يحسب للحياة حسابا ، كان دمه دائما على يده ، كان أطوع الناس لرسول الله في حياة رسول الله (ص) ، وكان أطوع الناس لرسول الله بعد رسول الله (ص) ، كان أكثر الناس عملا في سبيل الدين ، ومعاناة من أجل الاسلام. ماذا حصل ، ماذا حصل عليه علي بن أبي طالب (ع)؟ لو جئنا الى مقاييس الدنيا ، ماذا حصل عليه هذا الرجل العظيم؟ ألم يقصى هذا الرجل العظيم ، ألم يكن جليس بيته فترة من الزمن ، ألم يسب هذا الرجل العظيم ألف شهر على منابر المسلمين! التي اقيمت اعوادها بجهاده ، بدمه ، بتضحياته ، سب على منابر المسلمين! اذن لم يحصل على شيء من الدنيا لا على حطام ولا على مال ولا على منصب ولا على