الكريم للتارخ وللسنن التاريخية يبعد القرآن عن التفسير العلمي الموضوعي للتاريخ ويجعله يتجه اتجاه التفسير الالهي للتاريخ الذي مثلته مدرسة من مدارس الفكر اللاهوتي على يد عدد كبير من المفكرين المسيحيين واللاهوتيين حيث فسروا تفسيرا الهيا قد يخلط هذا الاتجاه القرآني بذلك التفسير الالهي الذي اتجه اليه أغسطين وغيره من المفكرين اللاهوتيين فيقال بأن اسباغ هذا الطابع الغيبي على السنة التاريخية يحول المسألة الى مسألة غيبية وعقائدية ويخرج التاريخ عن اطاره العلمي الموضوعي ولكن الحقيقة ان هناك خلطا اساسيا بين الاتجاه القرآني وطريقة القرآن في ربط التاريخ بعالم الغيب وفي اسباغ الطابع الغيبي على السنة التاريخية وبين ما يسمى بالتفسير الالهي للتاريخ الذي تبناه اللاهوت ، هناك فرق كثير بين هذين الاتجاهين وهاتين النزعتين وحاصل هذا الفرق هو ان الاتجاه اللاهوتي للتفسير الالهي للتاريخ يتناول الحادثة نفسها ويربط هذه الحادثة بالله سبحانه وتعالى قاطعا صلتها وروابطها مع بقية الحوادث فهو يطرح الصلة مع الله بديلا عن صلة الحادثة مع بقية الحوادث ، بديلا عن العلاقات والارتباطات التي تزخر بها الساحة