|
أنا حائم حولى الحمى فقد الأحبَّة والصديق |
|
|
قد كان لي عش ، وكنت البلبل الحر الطليق |
|
|
فأتى المغول مع المطامع والمقامع والحريق |
|
|
جاءوا ، فباركهم وأكرمهم « جناب الجاثليق » ! |
|
|
شرف يباح وأمّةٌ تُسبى ، ودائرة تضيق |
|
|
مليار يوسفَ أرهقتهم ظلمة الجب العميق |
|
|
مليار هابيلٍ بلا قبر ولا قلب شفيق |
|
|
قابيلُ يشرب في جماجمهم ، وأنَّى يستفيق |
|
|
ويقرّب القربان للشيطان في طبق الفسوق |
|
|
يا رأسه المنكوس خلف ستائر الزمن السحيق |
|
|
ذب في الفناء فانه أولى لمن ضل الطريق |
|
|
سبحان من جعل الغراب أحنّ منك على الشقيقْ !! |
|
المدد الثالث :
|
فارت دماء السبط ، يا زهراء ، فاعتنقي الشهيدْ |
|
|
الف وأربعةٌ مئين ، وجرحه فوق الصعيد |
|
|
يسقي الطفوف بكربلاءَ ، فتزدهي فيها الورود |
|
|
وهو الذبيح على الفرات من الوريد إلى الوريد |
|
|
ما أقبح الأنهار إذْ تجري على مر العهود !! |
|
|
يَظمَى ابن فاطمةٍ ، وتلتذ البهائم والقرود |
|
|
لو كنتُ نهراً ، لامتنعت مدى الزمان على الورود |
|
|
ونسفت شطآني ، وأغرقت المعابر والسدود |
|