طبيعة الأرض واهب الصور ، والنار علة لاستعداد تام فى المادة المسخنة ، والأب علة لحركة المنىّ ، وحركة المنىّ إذا انتهت إلى القرار علة لحصول المنىّ فى القرار ، ثم حصوله فيه علة لأمر ما ، وأما تصويره حيوانا وبقاؤه فعلته واهب الصور.
علة بقاء الفلك على نظامه وترتيبه طبيعته المقتضية لحفظ نظامه؛ وعلة طبيعته البارى.
الأب علة بالعرض لوجود الابن فإنه علة لتحريك المنىّ إلى القرار. ثم انحفاظ المنىّ فى القرار إما بطبعه وإما بانضمام فم الرحم ، وهو المانع الذي يمنعه عن السيلان ، ثم قبوله بصورة الإنسان لذاته. وأما مفيد الصورة فهو واهب الصّور. والبناء ليس هو علة لوجود البيت ، بل هو سبب لتحريك أجزاء البيت إلى أوضاع مختلفة تحصل من تلك الأوضاع صورة البيت ، وانتهاء تلك الحركة علة لاجتماع تلك الأجزاء.
لو كانت الحرارة محددة كانت تسمى فاعلا بذاتها. ولما كانت آلة لشىء آخر هو النار ، وهى فاعلة بقوة ، فإن النار فاعلة بها أعنى بالحرارة التي هى قوتها. ومثاله فى النفس ولو كانت النفس فاعلة محددة كانت فاعلة بذاتها ، ولما صارت آلة لشىء صار بها فاعلا بالقوة ، ولو كان البدن فاعلا محددا من دونها كان فاعلا بذاته ولما صار آلة لها وكان الفعل به آليا.
العدم سبب للعدم : كعدم الحرارة يكون سببا لعدم ما يكون منه الحرارة ، يعنى لعدم اللطافة.
السؤال إذا لم يجب عنه بالغاية التي ينقطع عندها السؤال يكون لازما وعائدا مثلا يقال : لم كان كذا؟ فيقال : إنه كان كذا أو لا يكون ذلك الغاية التي ينقطع عندها السؤال ، بل يلزم أن يعاد السؤال.
سبب هذه التغيرات شىء متغير لا محالة وهو الحركة. وهذه التغيرات تتأدى إلى ثابت واحد ، وهذه المختلفات تتأدّى إلى نظام واتفاق واتحاد.
الاختلافات فى الأجناس وفى الأنواع وفى الأشخاص وفى الأحوال كلها الموجودة أعنى الاختلافات مقتضى معنى واحد وهو نظام الكل وحفظه ، فإن أجناس الموجودات كالحيوان مثلا وأنواعها كالإنسان مثلا وأشخاصها كأشخاص الإنسان وأحوالها المختلفة عليها كلها يقتضيها نظام الخير فى الكل وهو يؤدى إلى نظام عقلى. ولو صح أيضا وجود الأدوار لكان أيضا من مقتضى ذلك النظام والضرورات التابعة للغايات فى الموجودات وإن لم تكن مقصودة فى حفظ نظام الكل فإنها صرفت إلى أشياء نافعة بالتدبير الإلهى