بين المسلمين كحرب الجمل وصفين والنهروان والحروب الطواحن الأخرى داخل الأمة الإسلامية؟ هل كانت تحدث المجازر في زمن معاوية من قتل الصحابة وذبح أبناء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وشيعتهم وسب علي وآل البيت عليهمالسلام؟ إذا لم يغتصب حق علي وآل البيت : أكان يجد معاوية ويزيد من بعده الفرصة السانحة للاتكاء على منبر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى أريكة الحكم ثم الفتك بآل بيت الرسالة عليهمالسلام وفي كربلاء وقتل عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة البررة ، وبالنتيجة حرق خيام آل البيت عليهمالسلام وسلب وسبي ذراريهم وأراملهم من الكوفة إلى الشام كأنهم خوارج أو مشركون؟.
أكانت تباح على يد يزيد مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقتل الأبرياء وتهتك الأعراض فيها وتهدم الدور؟ ، أكانت تضرب مكة المكرمة وهي كعبتهم وقبلتهم؟ وبعدها فضائح مروان ابن الحكم طريد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أيجلس على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويصبح خليفته وبعده عبد الملك ابنه وعماله الفساق كالحجاج وغيرهم وفتكهم بالمؤمنين ومحبي آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعده أولاده كالوليد ذلك الفاجر الذي حرق القرآن؟ ألم يكن قيام بني العباس وفتكهم بالعلويين نتيجة لذلك الغصب الأول من أبي بكر وعمر وعثمان؟ ألم تكن هذه التفرقات والمشاكسات والمخالفات وقيام المذاهب المتعددة والفرق المختلفة في الإسلام إلا بسبب سوء ادارة الدولة بعد ذلك الغصب وتلك الفتنة الكبرى؟ حقا (والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) (١) حقا أن أول ظالم في الاسلام كان ذلك الذي بذر بذرة الظلم فأعطت نتيجتها متعاقبة على مر الأحقاب ، الشقاق والنفاق والظلم والفساد.
ونعود لنقول لو سار القوم على ما كان في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وساروا طبق اوامر الله ، واتبعوا حدوده وآياته النازلة في علي عليهالسلام ، واتبعوا من ولاه الله
__________________
(١) الأعراف : ٥٨.