فهل تعجب بعد هذا إذا وجدت أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم مضطربة ، مشتتة ، مستضعفة لا تستقر على حال ، وكيف ترجو فيها خيرا وقد بدأت بغصب منصب خليفته وآله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين وجبت طاعتهم والصلاة عليهم تسع مرات في اليوم ، أي في كل تشهد!
هل تعجب من انخذال الامة ، ونفس محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخيه ووصيه وخليفته يقتل
__________________
= كانت آخرها حجة الوداع ، حيث أوصى الأمة بضرورة التمسك بالكتاب والعترة آل البيت عليهمالسلام ...
يروي البخاري عن طلحة قال :
سألت عبد الله بن أبي أوفى ، أوصى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقال : لا ، فقال : كيف كتب على الناس الوصية؟ أمر بها ولم يوص؟ فقال : أوصى بكتاب الله. البخاري ، كتاب فضائل القرآن باب ١٨.
ويروى أن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه .. البخاري ، كتاب فضائل القرآن ، باب ٢١.
ويروي مسلم عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله في خطبة الوداع :
.. كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به.
فحث على كتاب الله ، ورغب فيه .. انظر مسلم كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي عليهالسلام.
ومثل هذه الروايات التي تشير إلى أن القرآن كان موجودا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان الصحابة يتناولونه من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد برز من بينهم من هو ماهر فيه ، ملتزم به ، يحفظه عن ظهر قلب.
وعلى رأس هؤلاء كان الإمام علي عليهالسلام ، وابن مسعود ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ...
وروي عن ابن مسعود قوله : والله الذي لا إله غيره ما انزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت. المرجع السابق. ويلاحظ أن هذه الرواية جاءت على لسان الإمام علي عليهالسلام بنفس النص. انظر طبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٨.
إلا أن أبا بكر حين قام بجمع القرآن لم يستعن إلا بزيد بن ثابت وحده.
وعثمان حين ألزم الامة بمصحف واحد اختار مصحف حفصة الذي كان قد جمعه أبو بكر ، ولم يختر مصحف الإمام عليهالسلام أو ابن مسعود ، أو أبي بن كعب أو ابن عباس ، ولم يستعن بأي من هؤلاء لا في عهد أبي بكر ولا في عهد عثمان ، حتى أنه كان هناك مصحف لدى عائشة أيضا لم يستعن به. انظر البخاري. وكتاب تاريخ القرآن. وفصل «القرآن» من كتابنا : «الخدعة».