«فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوا منه عليا كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى اسقطت محسنا» ، كما أخرج ابن أبي الحديد ذلك في نهج البلاغة ص ٣٥١ ج ٣ «عندما نقلت لأستاذي أبي جعفر النقيب شيخ المعتزلة عندما أخبروا رسول الله أن هبار ابن أسود حمل على هودج زينب بنت رسول الله وأن زينبا أسقطت جنينها خوفا أهدر رسول الله دمه ، لهذا قال أبو جعفر «لو كان رسول الله حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها» ، وكانت زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم زوجة ابن خالتها أبي العاص بن ربيع بن عبد العزى ، حيث أسر في معركة بدر وافتدته ومما افتدته به قلادتها وطلب منه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن سمح له بالعودة أن يرسل زينبا إليه لأنها لا تحل له ، فأرسلها مع زيد بن حارثة الذي عينه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتصدى لها أبو سفيان وجماعة معه وهجم علها هبار وروعها برمحه حتى أسقطت.
فإذا كان تأثر رسول الله من أجل زينب بهذه الدرجة ، فماذا كان يعمل من أجل حبيبته سيدة النساء فاطمة عليهاالسلام التي قالها عنها
«انها بضعة مني من أحبها فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني».
ونقل صلاح الدين جليل بن أبيك الصفدي في الوافي بالوفيات ضمن حرف الالف كلمات وعقائد إبراهيم بن سيار بن هاني البصري المعروف بالنظام المعتزلي ، إلى أن قال النظام : «إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها».
وهكذا تجد مما أخرجه البلاذري والطبري وابن خزابه وابن عبد ربه والجوهري والمسعودي والنظام وابن أبي الحديد وابن قتيبة وابن شحنة والحافظ إبراهيم وغيرهم ، أن عليا وبني هاشم وأخص الصحابة إنما بايعوا بعد التهديد وبعد إجبارهم قسرا ، وأن أبا بكر وعمر بالغا في الظلم والقسر لأخذ البيعة.