وأظهر الصحابي الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أنه أكثر الصحابة اهتماما يوم الغدير ، وأخذ بيد علي عليهالسلام وقال له : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، روى هذا الحديث مسلم ، وهو متواتر عند الفريقين الشيعة والسنة ، وأيده أشهر الحفاظ والكتاب كالمير سيد علي الهمداني الشافعي في المودة الخامسة من كتاب مودة القربى ، ونقل جماعة من الصحابة عن عمر أنه قال :
نصب رسول الله عليا علما ، وعرفه فيها مولى ، قائلا صلىاللهعليهوآلهوسلم : بعد الدعاء : اللهم أنت شهيدي عليهم ، وفي نفس الوقت كان هناك شاب جميل صبيح الوجه تفوح منه نكهة طيبة قال لي : «لقد عقد رسول الله عقدا لا يحله إلا منافق فاحذر أن تحله».
فأخبرت رسول الله عن الشاب وعن حديثه فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنه ليس من ولد
__________________
= لسان الميزان : ١ / ٣٨٧ ط حيدر آباد دكن ـ الهند عام ١٣٣٠ هجري ، وانظر فيض القدير ، شرح الجامع الصغير للمناوي : ٦ / ٢١٧ ـ ٢١٨ ط مصر.
قال الزمخشري : أي ساءت وجوههم بأن علتها الكآبة وغشيه الكسوف والقترة وكلحوا وكما يكون وجه من يقاد إلى القتل ، أو يعرض على بعض العذاب. (تفسير الكشاف : ٤ / ١٣٩ سورة الملك).
وقال علي بن محمد البغدادي المعروف بالخازن في تفسير هذه الآية : (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا) أي اسودت وعلتها الكآبة ، والمعنى : قبحت وجوههم بالسواد.
(تفسير الخازن : ٤ / ٢٩٢ معالم التنزيل للبغوي : ٥ / ٤٢٣).
وقال محمد جمال القاسمي في تفسير قوله تعالى : (سيئت وجوه الذين كفروا) أي ظهر عليها آثار الاستياء من الكآبة والغم ، والانكسار والحزن. (محاسن التأويل : ١٦ / ٢٤٩).
وقال أحمد مصطفى المراغي في تفسير هذه الآية :
ساءهم ذلك وعلت وجوههم الكآبة والحزن ، وغشيها القترة ، والسواد إذ جاءهم من أمر الله ما لم يكونوا يحتسبون. (تفسير المراغي : ٢٩ / ٢٣).
وقال محمد بن علي الصابوني في تفسير هذه الآية :
(سيئت وجوه الذين كفروا) أي ظهرت على وجوههم آثار الاستياء فعلتها الكآبة ، والغم والحزن ، وغشيها الذل والانكسار. انظر : صفوة التفاسير : ٣ / ٤٢١.