لقد كان في دعوته حرارة ، وفي كلماته صدق ، وعلى قسمات وجهه شئ من الجد الصريح.
كلمات لمست باحدى يديها قلبي ، وبالاخرى ازاحت الستار عن تلك الفكرة المدفونة ، وكأنه شعر ان لحديث نجران موطن في نفسي ، فاراد ان يزيح الرماد وينفخ في النار.
نفخ النار. وعاد ذلك الصوت من فم الرجل العظيم الجالس في «صور» بجرسه الرنان صيحة عالية عذبة الرنة قرعت السمع فهفا إليها القلب فتقدمت الى القلم والكتاب وعدت الى الموضوع الذي اهملته من قبل وها انا اقدم هذا الكتاب الى قرائي الكرام تلبية لذلك الصوت الذي حفظه الاثير بين ذراته فان كنت اصبت الهدف فذلك من فضل الله علي وان اخطأني الحظ فتلك زلة يغفرها لي الداعي الاول وقرائي الكرام.