مريم وامه ومن في الارض جميعا» والمسيح نفسه نفى ما ينسب إليه من ادعاء الالوهية كما نص على ذلك الكتاب المجيد «واذ قال الله يا عيسى بن مريم أنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله. قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قد قلته فقد علمته فانك تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب»
«ويلوح ان فكرة التثليث لم تكن قبل القرن الثالث للميلاد وان اول من نشر فكرة التثليث هو راهب مصري اسمه انناسيوس كان البابا العشرين الكنيسة الاسكندرية من سنة ٣٢٦ ـ ٣٧٣» (١)
والذي يظهر ان الذي عبر الى الجزيرة العربية من هذه العقائد عقيدتان : العقيدة النسطورية والعقيدة اليعقوبية وانتشرت النسطورية في الحيرة واليعقوبية عند الغسانيين وسائر بلاد الشام ، ويظن بعضهم ان نجران ان كانت على مذهب اليعاقية.
وقد انتشرت التعاليم المسيحية بين العرب ووجد فيهم من يميل الى الرهبنة ، وبناء الاديرة ، واشتهر منهم قس بن ساعدة وذكروا انه «كان يتقفز القفار ، ولا تكنه دار ، يتحسي الطعام ويأنس بالوحش والهوام»
وذكروا ان قسا هذا كان اسقف نجران ، وكذلك اشتهر منهم امية بن السلط وورقة بن نوفل.
وقد نشط القسس والرهبان للتبشير بالدين المسيحي وكانوا يردون اسواق العرب لهذه الغاية.
__________________
(١) راجع تاريخ الكنيسة المصرية هلال شهر ديسمبر ١٩٢٧