وكان اهم موطن للنصرانية في الجزيرة العربية نجران ـ وهي من مخاليف اليمن من ناحية مكة ـ وكانت بلدة زراعية خصبة «عامرة بالسكان تصنع الانسجة الحريرية وتتاجر في الجلود وفي صنع الاسلحة وكانت احدى المدن التي تصنع الحلل اليمانية التي تغني فيها الشعراء وكانت قريبة من الطريق التجاري الذي يمتد الى الحيرة». وتغنى بنجران وبكعبتها الشعراء يقول الاعشى :
وكعبة نجران حتم |
|
عليك حتى تتاخى بابوابها |
نزور بزيدا وعبد المسيح |
|
وفيساهم خير اربابها |
وشاهدنا الجل والياسمو |
|
ن والمسمعات بقصابها |
وبربطنا دائم معمل |
|
فاي الثلاثة ازرى بها |
وذكروا ان اهلها كانوا قبل النصرانية «على دين العرب يعبدون نحلة عظيمة بين اظهرهم ، ولها في كل سنة عيد ، فإذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه وحلى النساء» وقد ذكروا اسبابا لاعنتاق اهلها دين النصرانية ولكن في كلها مجال للشك ولا يهمنا تحقيق ذلك.
ومهما يكن من امر فان نجران تنصرت وصارت مركزا مهما للنصرانية ، وبنوا فيها كعبة غرار الكعبة في مكة قال ياقوت :
«وكعبة نجران هذه ـ يقال ـ بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة ، وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران وكان فيها اساقفة ة معتمونن ، وهم الذين جاءوا الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعاهم الى المباهلة» (١)
__________________
(١) معجم البلدان ج ٨ ص ٢٦٤.