واما من بعثه مبعثا بعيدا فكره وجهه وتثاقل»
ثم ذكر لهم انه مرسل الى هرقل وكسرى والمقوقس والحارث الغساني ملك الحيرة ، والحارث الحميري ملك اليمن ، والى نجاشي الحبشة.
وذكروا انه لما فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة وانقادت له العرب وارسل رسله ودعاته الى الامم ، وكاتب الملكين كسرى وقيصر يدعوهما الى الاسلام أو الاقرار بالخزية أو الاذان بالحرب اكبر شأنه اهل نجران وخلطاؤهم من بني عبد المدان وجميع بني الحرث بن كعب ومن الضوي إليهم ونزل بهم من دهماء الناس على اختلافهم هناك في المذاهب النصرانية من الا روسية والسالوسية والمارونية والنسطورية ، وقد امتلات قلوبهم ـ على تفاوت منازلهم ـ رهبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورعبا ، وانهم لكذلك إذ وردت عليهم رسل رسول الله (ص) وهم : عتبة بن غزوان وعبد الله بن ابي امية والهديل بن عبد الله اخو تيم بن مرة وصبيب بن سنان يدعوهم الى الاسلام ، فان اجابوا فاخوان في الله ، فان ابوا فالى خطة الخسف الجزية عن يدوهم صاغرون ، وان ابوا فاذنوهم على سواء ، وكان في كتابه صلى الله عليه وآله وسلم لهم :
«قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم «لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فاشهدوا بانا مسلمون»
ذعر الاساقفة ذعرا شديدا وهز الكتاب نجران هزا عنيفا فعقدوا مؤتمرا عاما في كعبتهم اجتمع فيه رؤساء نجران ، واهل الرأي من الاقيال