عن تفهم الصحابة واحدا واحدا وكأنهم رجعوا الى الماضي يفتشونه حادثا فحادثا ليميزوا بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سهل ـ حقا انا لا نملك الميزان الصحيح ولكن شيئا واحد لا يجوز ان ننساه ونغفل عنه فان منطق الحوادث التي رأيناها منذ بدء الدعوة الى الاسلام يقضى قضاء لا معدى عنه ان رسول الله سيصحب معه ابن عمه علي ابن ابي طالب فأنه «من اهل البيت لا يقاس به احد مع رسول الله (ص) في درجته» وهو وزيره وكاشف الكرب عن وجهه. في المواقف الكثيرة من حروبه وليس في المسلمين من يضاهي عليا بمكانه وزهدهه واخلاصه وعلمه وفضله ومنزلته فقد بلغ الغاية القصوى وارتقى الى اعلى مرتقى ولقد حدثني من سمع رسول الله يقول :
«من اراد ان ينظر الى آدم في علمه والى نوح في عزمه والى ابراهيم في حلمه والى موسى في هيبتهه والى عيسى في زهده فلينظر الى علي بن ابي طالب» (١) وهو الرجل الذي لا يخزيه الله ابدا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (٢) وهو من رسول الله بمنزله هارون من موسى. ومولى كل مؤمن ومؤمنه.
__________________
(١) اخرجه احمد في مسنده والبهقي في صحيحه والتفسير الكبير في تفسير آية المباهلة انه متفق على صحته
(٢) من حديث سهل الساعدي رواه البخاري ومسلم.