ـ وهم افضل الخلق ـ فغلبت بهم النصارى»
بهذا يواجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اصحابه حيث يسأل وبهذه الكلمات الوجيزة يعلن عن قيم اصحاب الكساء واهل آية المباهلة وقدسهم وسموهم وعن مكانتهم من الله عز وعلا
حقا ان مثل هذا الخبر له قيمته في تعرف قيم آل رسول الله الذين اختارهم الله ليباهل بهم رسوله قسس نجران
ونحن لانجد تصويرا لسمو فضلهم ادق واصدق من هذا التصوير المعلن برفيع مكانهم وكبير قدرهم وسامي منزلتهم وعظيم فضلهم ، ويحسبنا ان نستمع إليه يقول «لو علم ان في الارض اكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لامرني ان اباهل بهم» بخ بخ ليس في علم الله احد افضل منهم ، لا في الارض ولا في السماء.
وان هذا التعبير ينشئ في نفوسنا صورا شتى من القيم المثالية التي تعبر عن قيمهم الرفيعة في المجتمع الروحاني الاقدس وهذا هو الشرف العظيم الذي تطامن إليه الرقاب نجوعا
ولهذا الحديث منشآة عالية في النفوس فهو ينشئ في نفوسنا صورا من قدس النفس وعظيم المنزلة ، وينشئ في نفوسنا صورة من الفضل والكرامة عند الله تعالى ، وانه ليس احد اكرم عليه منهم ، وينشئ في نفوسنا صورة مثالية رفيعة ارتفعت عن كل تفكير ، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باهل بهم وهم افضل الخلق وبهم غلب النصارى ، وحسب الناظر في هذا الحديث وغيره من الاحاديث الصحيحة ان يثبت اعلى درجة الكمال ، ويحسبه