وهل من قارئ لهذه الايات لا يمتلئ قلبه اكبارا واجلالا وتقديسا لهؤلاء الابرار؟ وهذه ناحية من نواحي عظمتهم المرموقة. أجل. ان هذه الايات وغيرها من الايات الكثيرة تلقي ضوءا على عبقرية اهل البيت عليهم السلام ، ويكاد ان يعتقد كل منصف انه لا يجد في المسلمين من يشاركهم في فضلهم ، وبوضوح ترسم لنا الوانا من السمو ، وتحتفل بضروب من العظمة ، وهي بمجموعها تمثل لنا صورة من المنزلة العالية
__________________
ـ لو نذرت على ولديك ، فنذر علي وفاطمة وفضة ـ جارية لهما ـ ان برئا مما بهما ان يصوموا ثلاثة ايام ، فشفيا وما معهما شئ ، فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة اصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة اقراص على عددهم فوضعوها بين ايديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة ، فاثروه وباتوا لم يذوقوا الا الماء ، واصبحوا صياما ، فلما امسوا ووضعوا الطعام بين ايديهم وقف عليهم يتيم فأثروه ، ووقف عليهم اسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك ، فلما اصبحوا اخذ علي (رض) بيد الحسن والحسين واقبلوا الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما ابصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال ما اشد ما يسوؤني ما ارى بكم ، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها ، وقد التصق بطنها في ظهرها ، وغارت عيناها فساءه ذلك ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام وقال : خذها يا محمد ، هناك الله في اهل بيتك فاقرأه السورة» انتهى. من الكشاف في تفسير هل اتلى ـ الدهر.