وما ذكر عليا الا بخير»
ولا نريد هنا ان ننقل الى القارئ كل ما نزل فيه وفي اصحاب الكساء ، إذ ربما يكون في النقل الكثير شئ من الاطناب ، ولكن مع امساكنا عن التبسط في الحديث لا يسعنا الا ان نلفت القارئ الى شئ ميسور فهمه : ذلك ان المفسرين وحملة الحديث لم يتفقوا على شئ من الايات التي يدعى نزولها في بعض الصحابة كما اتفقوا على الايات التي نزلت في اصحاب الكساء في مدحهم والثناء عليهم ونظرة عجلى في ذلك تثبت لنا صحة الدعوة ومثلا واحدا نضعه بين يديك ، اقرأ قوله تعالى من سورة الدهر :
«ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا. يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا»
اقرأ ذلك الى قوله تعالى «ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا»
اقرأ ذلك لتعلم مقام اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، وقد ورد من طرق عديدة ان هذه الايات نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (١)
__________________
(١) اخرج غير واحد من اعلام اهل السنة عن ابن عباس ، ان هذه الايات نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين واليك نص ما قاله الزمخشري في كشافه : «وعن ابن عباس (رض) ان الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناس معه ، فقالوا يا ابا الحسن ـ