ولا يجوز عند العقل ان يكون اختيار ولا تكون افضلية ولا يتأتي الاختيار إذا لم يكن هناك كمال مطلق وافضلية على سائر النساء والا لزم الترجيح بدون مرجح وهذا مستحيل عند العقل لا يجوز على الحكيم.
ومن اجل هذا الاختيار نفهم التفضيل المطلق بدون مشاركة لان العقل لا يفهم الاختيار مع التساوي في الفضيلة والمشاركة في الكمال.
فلا بد اذن من افضلية واكملية ليقع الاختيار صحيحا طبق العقل.
وإذا كانت سلام الله عليها قد اختارها الله مع من اختار فما ذلك الا من سمو القدس وغلبة الروحانية في الانسانية الطاهرة المهذبة وإذا غلبت الروحانية فقد تكاملت المثل العليا في النسوية العالية.
وعلى قدر نشأة النواميس القدسية في هذا الملاك النسوي الطاهر فقد تهيأت النفس للمثل العليا وخرقت العادة في اطرادها البشري حتى استحيل الى معجزة في كمال الوجود وكمال الفضيلة.
وهكذا كانت فاطمة بنت محمد عليه وعليها السلام ، فقد تجمع في نسويتها نواميس روحية وكمالات نفسية رفعتها في الانسانية الى اسمى الدرجات التي يصح في العقل ان ترتفع إليها امرأة ، فهي اذن سيدة نساء العالمين وكتب الحديث مليئة بالشواهد والبراهين على فضلها وعلو مقامها وحسبها انها بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من آذاها آذى رسول الله ومن اغضبها اغضبة.