نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق (١) يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ، محبة العالم دين يدان بها يتكسبه الطاعة في حياته.
[ وفي رواية أبي عبد الله عليهالسلام : صحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته ] وجميل الاحدوثة بعد موته ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، وصنيعة المال تزول بزواله
[ وفي رواية أبي عبد الله عليهالسلام : يفنى المال بزوال صاحبه ] مات خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، اعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها ان هاهنا واومى بيده إلى صدره : علما لو أصبت له حملة بلى اصبت لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا ويستظهر بنعم الله على عباده وبحجته على كتابه أو منقاد لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه ، يقدح الشك في قلبه بأول شبهة لاذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة.
[ وفي رواية أبي عبد الله عليهالسلام : بالدنيا ] سلس القياد للشهوات ، أو مغرما بجمع الاموال والاذخار ليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم بحجة ، [ وفي رواية أبي عبد الله عليهالسلام بلى لن تخلو الارض من قائم لله بحجة ] (٢) لئلا تبطل حجج الله وبيناته
__________________
(١) الهمج بالتحريك : جمع همجة وهي ذباب صغير كالبعوض ... والرعاع : الاحداث الطغام من العوام والسفلة وامثالها النعيق : صوت الراعى نغمه ويقال لصوت الغراب أيضاً.
(٢) هذه العبارات الموجودة بين المعقوفات ، والمروية عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام التي توسطت كلام الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام هنا ، اغلب الظن انها كتبها احد العلماء في حاشية الكتاب الحاضر ثم ادرجها المستنسخ في متن الكتاب بسبب المناسبة بين الكلامين. ونحن تركناها على حالها. كما ان هذا الحديث الملقى من قبل أمير المؤمنين عليهالسلام على تلميذه الخاص كميل بن