بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة (١) وكفاها بذلك ونحوه (٢) مما لا يعد فخراً وعلماً وقدراً.
فكيف يخفى على مثلها مع تلك الجلالة وعظم الشأن والقدر والنبالة تلك الكراهة الشديدة المستفادة من الادلة فان هو الا لعدم تحقق ذلك العنوان الغير المحبوب.
في نحو هذا التلبس المطلوب من حيث كون المقصود منه عنواناً آخر غير التشبه والتزي بزي الاعداء :
بل التحقيق أنه لا يتأتى العنوان المكروه الا مع غير عنوان التلبس بلباس الحزن في المأتم من سائر الاغراض المستحسنة الممدوحة عرفاً وشرعاً كما لو كان المقصود منه التجمل به مثلا لو كان مما يحصل به ذلك كلبس جبة خزد كناء كما ورد في الحديث المروي عن ابي جعفر عليهالسلام بسند معتبر في الوسائل (١).
__________________
(١) هذه الجمل الذهبية الصادرة عن الامام المعصوم (ع) في حق عمته سلام الله عليها من اعظم جمل الثناء والمدح الدالة على أن علمها بالاحكام الالهية يفاض عليها بنحو ما يفاض على المعصوم (ع) وانه لدني غير اكتسابي ويكون نتيجة ذلك حجية فعلها وقولها بل وتقريرها عليهاالسلام لثبوت جلالتها والمقام المنيع لها عند الائمة : كما لا يخفى فلاحظ.
(٢) كوصاياه عليهالسلام أياها وتوديع الاهل والعيال والاطفال عندها وغير ذلك من اسرار الامامة كما هو المذكور في كتب المقاتل فلاحظ وراجع.
(١) رواه في الوسائل ج ٣ ص ٢٧٨ حديث ٣ بسنده عن ابي علي الاشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن أبي جعفر (ع) : قال : قتل الحسين بن علي (ع) وعليه جبة خزد كناء الحديث