حيث عطف «أب» على الضمير المستتر بـ «يكن» من غير فاصل بينهما. وكقول الشاعر :
مضى وبنوه وانفردت بمدحهم |
|
وألف إذا ما جمّعت واحد فرد |
فقد عطف الاسم «بنوه» على الضمير المستتر المرفوع بـ «مضى» بدون فاصل بينهما ؛ والأمر الثاني أن يكون المعطوف عليه ضميرا مجرورا بحرف جر أو بالإضافة ، فيكون الفاصل هو حرف الجر أو المضاف ، كقوله تعالى : (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ)(١) وكقوله تعالى : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)(٢) ، وكقول الشاعر :
فما لي وللأيّام ، لا درّ درّها |
|
تشرّق بي طورا وطورا تغرّب |
ففي الأمثلة هذه أعيد حرف الجر مع المعطوف ليكون الفاصل بينه وبين المعطوف عليه الضمير المجرور. وقد يكون الفاصل هو المضاف ، كقوله تعالى : (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ)(٣) فصل المضاف «إله» بين المعطوف «آبائك» والمعطوف عليه «إلهك» ويجوز ترك الفاصل بين المتعاطفين ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٤) والتقدير وبالأرحام. وكقول الشاعر :
اليوم قد بتّ تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب فما بك والأيّام من عجب |
والتقدير : وبالأيّام من عجب.
حذف بعض حروف العطف : قد يجري حذف «الواو» أو «الفاء» أو «أم» مع معطوفها ولكل من الحروف السابقة أحكام خاصّة في حذفها مع معطوفها من ذلك :
١ ـ تحذف الواو مع معطوفها إذ دلّ على الحذف قرينة ، مثل : «كادت السّيّارة تصدم الطّفل ولم يكن بين الموت إلا خطوة واحدة» أي : لم يكن بينه وبين الموت ، وكقول الشاعر :
إنّي مقسم ما ملكت فجاعل |
|
قسما لآخرة ودنيا تنفع |
والتقدير وقسما لدنيا تنفع. وكقول الشاعر :
فما كان بين الخير لو جاء سالما |
|
أبو حجر إلّا ليال قلائل |
والتقدير : فما كان بين الخير وبينه.
٢ ـ تحذف الفاء مع معطوفها إذا دلّ على الحذف دليل ، كقوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً)(٥) والتقدير فضرب فانبجست.
٣ ـ وتحذف «أم» المتصلة مع معطوفها ، إذا دلّ عليهما دليل ، كقول الشاعر :
وقال صحابي : قد غبنت وخلتني |
|
غبنت فما أدري أشكلكم شكلي؟ |
والتقدير : أشكلكم شكلي أم غيره. وكقول الشاعر :
دعاني إليها القلب إنّي لأمره |
|
سميع فما أدري أرشد طلابها؟ |
__________________
(١) من الآية ٦٤ من سورة الأنعام.
(٢) من الآية ٢٢ من سورة المؤمنين.
(٣) من الآية ١٣٣ من سورة البقرة.
(٤) من الآية ١ من سورة النساء.
(٥) من الآية ٦٠ من سورة البقرة.