ب ـ الضمير ، وهو الاسم غير الظاهر في الكلام ، مثل : «اعمل خيرا كلّ يوم». فالضمير المستتر في «اعمل» تقديره «أنت» هو فاعل للأمر «اعمل» ، وقد يكون ضميرا بارزا في الكلام ، مثل : «قمت» ، «فالتاء» هي ضمير متصل بآخر الفعل وهو فاعل للفعل «قام» ، ومثل : «أكرمني ربّي» «فالياء» في «أكرمني» ضمير متصل في محل نصب مفعول به «والياء» في «ربّي» ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
ج ـ الاسم المبهم الذي لا يتّضح المراد منه ، ولا يتحدّد معناه إلّا بشيء آخر ، وهو إما اسم إشارة ، مثل : «هذا جمل» ، وإما اسم موصول ، مثل : «الذي اخترع الكهرباء مخترع بارع».
وهناك قسم رابع ملحق بالأنواع الثلاثة السابقة ، وهو الاسم الزّائد المحض ، الذي يؤتى به لتأكيد المعنى وتقويته ، ولا محل له من الإعراب ، لأنه لا يتأثّر بالعوامل ولا يؤثر بها ، مثل كلمة «ذا» في قول الشاعر :
دعي ما ذا علمت سأتّقيه |
|
ولكن بالمغيّب خبريني |
فكلمة «ماذا» المركبة من «ما» الاستفهاميّة و «ذا» التي صارت بحكم الملغاة ، في محل نصب مفعول به لفعل «دعي».
د ـ قد يعترض بعض النّحاة على أن «أل» دليل على اسميّة الكلمة ، إذ هي لا تدخل فقط على الأسماء بل تدخل أيضا على الفعل ، كقول الشاعر :
ما أنت بالحكم التّرضى حكومته |
|
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل |
حيث دخلت «أل» على الفعل المضارع المجهول ، فربما كان هذا من قبيل النادر الذي لا يقاس عليه ، أو من قبيل الضرورة الشعرية ، فالعلامة إذن صحيحه وبخاصة لأنّ «أل» في هذا البيت هي بمعنى «الذي» فهي «أل» الموصولة لا للتعريف.
ه ـ النداء دليل أيضا على اسميّة الكلمة ، وقد يدخل النداء على غير الاسم كما في قوله تعالى : «ألا يا اسجدوا» (١) ولكن هذا لا يعني أن «يا» دخلت على الفعل «اسجدوا» ولكن جرى الوقف بعد «ألا يا» ثم ابتدأ بالأمر «اسجدوا». وكقوله تعالى : (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا)(٢) وكقوله عليه السّلام : «يا ربّ كاسية في الدّنيا عارية يوم القيامة» فدخل النداء على غير الاسم ، ولكن في هذا تأويل وهو إما أن يكون «يا» قد دخلت على محذوف والتقدير : «يا هؤلاء اسجدوا» ، و «يا قوم ليتنا نرد» ، «ويا قوم رب كاسية» وإما أن «يا» هذه هي للتنبيه لا للنداء وكقول الشاعر :
يا ليتني وأنت يا لميس |
|
في بلدة ليس بها أنيس |
وكقول الشاعر :
يا حبّذا جبل الرّيان من جبل |
|
وحبّذا ساكن الرّيان من كانا |
وكقول الشاعر :
يا ربّ مثلك في النساء غريرة |
|
بيضاء قد متّعتّها بطلاق |
وكقول الشاعر :
__________________
(١) من الآية ٢٥ من سورة النمل.
(٢) من الآية ٢٧ من سورة الأنعام.