فلما خرجوا به إلى البرية أظهروا به ، فلما أخرجوه ، وبه عليهم كرامة ، فلما خرجوا به إلى البرية ، أظهروا له العداوة ، فجعل يضربه أحدهم فيستغيث بالآخر فيضربه ، فجعل لا يرى منهم رحيما فضربوه حتى كادوا يقتلونه ، فجعل يصيح ، يا أبتاه يا يعقوب ، لو تعلم ما صنع بابنك بنو الإماء ، فلما كادوا أن يقتلوه قال يهوذا : أليس قد أعطيتموني موثقا ألا تقتلوه ، فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوا فيه فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلق بشفة البئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال : يا إخوتاه ، ذروا على قميصي أتوارى به في الجب ، قالوا له : ادع الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر يؤنسوك ، قال : فإني لم أر شيئا فدلوه في البئر ، حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت فكان في البئر ماء فسقط فيه فلم يضره ، ثم أوى إلى صخرة في البئر فقام عليها فجعل يبكي فناداه إخوته فظن أنها رحمة أدركتهم ، فأجابهم فأرادوا أن يرضخوه ، بصخرة فقام يهوذا فمنعهم وقال : قد أعطيتموني موثقا ألا تقتلوه ، فكان يهوذا يأتيه بالطعام.
قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) آية ١٥
[١١٣٧٧] حدثنا علي بن الحسن ، ثنا أبو الجماهر ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا) قال : أوحى الله إليه وحيا وهو في الجب ، فهون ذلك الوحي عليه ما صنع به.
[١١٣٧٨] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا يحيي بن خلف ، ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ابن ميمون ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) قال : إلى يوسف.
[١١٣٧٩] حدثنا أبى ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب بن إسحاق ، ثنا ابن أبى عروبة ، عن قتادة (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا) أتاه الوحي من الله ، وهو في البئر بما يريدوا أن يفعلوا به ، (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بما أطلع الله عليه رسوله من أمرهم.
[١١٣٨٠] ذكره أبى ، عن أبى حذيفة ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) إلى يوسف : لتنبئن إخوتك.
قوله تعالى : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
[١١٣٨١] حدثنا علي بن الحين ، ثنا محمد بن أبى حماد ، ثنا كنانة ، ثنا إبراهيم