ومعنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقرئ بعضنا القرآن ، فجاء عبد الله بن أبى بن سلول ومعه نمرقه وزربيه فوضع واتكأ وكان صبيحا جدلا فقال : يا أبا بكر ، قل لمحمد : يأتينا بآية كما جاء الأولون؟ جاء موسى بالألواح وجاء داود بالزبور وجاء صالح بالناقة وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة ، فبكى أبو بكر رضي الله عنه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر : قوموا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق. فقال رسول الله : إنه لا يقام لي ، إنما يقام لله عز وجل ، فقلنا ، يا رسول الله ، إنا لقينا من هذا المنافق ، فقال إن جبريل قال لي : اخرج فأخبر بنعم الله التي أنعم بها عليك وفضيلته التي فضلت بها ، فبشرني أنه بعثني إلى الأحمر والأسود ، وأمرني أن أنذر الجن ، وآتاني كتابه وأنا أمي وغفر ذنبي ما تقدم وما تأخر ، وذكر اسمي في الأذان وأيدني بالملائكة ، وآتاني النصر ، وجعل الرعب أمامي ، وآتاني الكوثر ، وجعل حوضي من أعظم الحياض يوم القيامة ، ووعدني المقام المحمود والناس مهطعون مقنعو رؤوسهم ، وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس ، وأدخل في شفاعتي سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حساب ، وآتاني السلطان والملك ، وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش ، وأحل لي الغنائم ، ولم تحل لأحد كان قبلنا (١).
قوله تعالى (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) آية ٦
[١٣٦٠٣] عن مجاهد في قوله : (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) قال : يصدقون بذلك (٢).
قوله تعالى (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) آية ٨
[١٣٦٠٤] عن ابن عباس في قوله : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) يقول : لم نجعلهم جسدا لا يأكلون الطعام ، إنما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام (٣).
قوله تعالى (وَما كانُوا خالِدِينَ) آيات ٨ ـ ٩
[١٣٦٠٥] عن قتادة في قوله : (وَما كانُوا خالِدِينَ) قال : لا بد لهم من الموت أن يموتوا ، وفي قوله : (ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ) إلى قوله : (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ) قال : هم المشركون (٤).
__________________
(١) ابن كثير
(٢) الدر ٥ / ٦١٧.
(٣) الدر ٥ / ٦١٧.
(٤) الدر ٥ / ٦١٧.