وهذا حذف يستلزم تخفيفاً لأنّه كثر استعمال ذلك لا يقال يَرْأىٰ أصلاً إلّا فى ضرورة الشعر كقوله :
اَلم تَرَ ما لٰا قَيْتَ والدّهْر اَعْصُر |
|
ومن يَتَمَلَّ العيْشَ يرأىٰ ويَسْمَعُ |
والقياس يرى وكقوله :
اُرى عينيّى ما لَمْ ترأياه |
|
كلانا عالمٌ بالتُّرُّهْاتِ |
وقد حذف الشاعر الهمزة من ماضيه ايضاً فقال :
صاحَ هَلْ رَيْتَ أو سَمِعْتَ براعٍ |
|
رَدّ في الضرع ما قَرىٰ في الحِلاب |
والقياس رأيت بالهمزة ولم يلزم الحذف في يَنْأىٰ لأنّه لم يكثر كثرة يرىٰ.
[ واتّفق في خطاب المؤنّث لفظ الواحدة والجمع ] لأنّك تقول تَرَيْن يا امرأة وترين يا نسوة [ لكن وزن ] ترين [ الواحدة تفين ] بحذف العين واللام لأنّ أصله : تَرْأيينَ كتَرْضَيينَ حذفت الهمزة ثمّ قلبت الياء الفاً وحذف الالف فبقى تَرَيْنَ بحذف العين واللام [ و ] وزن [ الجمع تَفَلْنَ ] لأنّ أصله تَرْأيْنَ كتَرْضَيْنَ حذفت الهمزة لما ذكرنا فَبَقى تَرَيْن بإثبات الفاء واللام والياء هاهنا لام الفعل وفي الواحدة ضمير الفاعل.
[ فإذا أمَرْت منه ] أي إذا بَنَيْتَ الأمر من تَرىٰ [ فَقُلْت على الأصل إرْءَ كإرْعَ ] لأنّه من تَرْأىٰ حذفت حرف المضارعة ولام الفعل واُتِيَ بهمزة الوصل مكسورة فقيل إرءَ وتصريفه كتصريف إرْضَ وفي عبارته حزازة لأنّ الجزاء إذا كان ماضياً بغير قد لم يجز دخول الفاء فيه فحقّها أن يقول إذا أَمَرْتَ منه قلت كما هو في بعض النّسخ وكان هذا سهو من الكاتب فحينئذٍ لا بدّ من تقدير قد ليصحّ [ و ] قلت [ على ] تقدير [ الحذف رَ ] من ترىٰ بحذف حرف المضارعة واللام والوزن فَ.
[ ويلزمه الهاء
في الوقف ] كما ذكره في قه [ فتقول رَه رَيا رَوا ] أصله رَيُوا [ رَيْ ] أصله رَيي [ رَيا رَينَ ] والرّاء في الجميع مفتوحة إذ لا داعي