نَفْسَكَ منطلقاً ، ولم يجز في سائر الأفعال فلا يقال : ضَرَبْتُنى ولا ضَرَبْتَكَ لأنَّ الغالب في سائر الأفعال تعلّق فعل الفاعل بغيره ، وهذه السماعيّة أحَد وتسعون عاملاً.
والقياسِيّة منها سبعة عوامل :
الأوّل الفعْل : على الإطلاق أي سواء كان متعدّياً أو غير متعدٍّ فإنّه يرفع فاعله ، نحو : ضَرَبَ زَيْدٌ ، وذَهَبَ عَمْروٌ.
والمتعدّى : ما كان له مفعول به ، ويتعدّى إلى مفعول واحد ، نحو : ضَرَبْتُ زَيْداً ، أو إلى اثنين ، نحو : أعْطَيْتُ زَيْداً درهماً ، وعَلِمْتُ زيداً عالماً ، وإلى ثلاثة ، نحو : أعْلَمْتُ زَيْداً عَمْراً جاهِلاً.
والأفعال المتعدّية إلى ثلاثة مفاعيل حكم مفعولها الأوّل ، كمفعولَي باب أعطيت ، بمعنى أنّه يجوز أن تذكره منفرداً من غير ذكر المفعولين الآخرين ، كما أنّه يجوز أن تذكر المفعول الأوّل لأعطيت منفرداً عن الثاني ، ومفعولها الثاني والثالث كمفعولي علمت ، بمعنى أنّه يجوز ترك مفعولها الثاني والثالث معاً ولا يقتصر على أحدهما كما لا يقتصر على أحَدِ مفعولي علمت.
وغير المتعدّي : ما يختصّ بالفاعل ، نحو : حَسُنَ زَيْدٌ ، ولتعديته ثلاثة أسباب : الهمزة ، وتثقيل الحشو ، وحرف الجر ، نحو : أذْهَبْتُهُ وفَرَّحْتُهُ وخَرَجْتُ بِهِ.
والفعل المجهول يرفع المفعول القائم مقام الفاعل ، نحو : نُصِرَ زَيْدٌ ، وإنّما حذف فاعله للتعظيم ، نحو : «خُلِقَ الْإِنسَانُ» (١) ، أو للتحقير ،
____________________________
(١) النساء : ٢٨.