الفصل الثاني : الكلمة
لفظ وضع لمعنى مفرد وهي منحصرة في ثلاثة أقسام : اسم ، وفعل ، وحرف ، لأنّها إمّا أن لا تدلّ على معنى في نفسها وهو الحرف ، أو تدلّ على معنى في نفسها واقترن معناها بأحد الأزمنة الثلاثة وهو الفعل ، أو على معنى في نفسها ولم يقترن معناها بأحد الأزمنة وهو الاسم.
ثم حدّ الاسم : إنّه كلمة تدلّ على معنى في نفسه غير مقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة ، أعني الماضي والحال والاستقبال ، ك : رَجُلٌ ، وعِلْمٌ. وعلامته أن يصحّ الإخبار عنه وبه ك : زَيْدٌ قائِمٌ ، والإضافة ك : غُلامُ زَيْدٍ ، ودخول لام التعريف ك : الرَّجُل ، والجرّ والتنوين والتثنية والجمع والنعت والتصغير والنداء. فإنّ كلّ هذه من خواصّ الاسم. ومعنى الإخبار عنه أن يكون محكوماً عليه ، فاعلاً أو مفعولاً ، أو مبتدأً. ويُسمّى اسماً لِسُمُوِّهِ على قَسِيمَيْه ، لا لكونه وَسْماً على المعنى.
وحدّ الفعل : إنّه كلمة تدلّ على معنى في نفسه ، ومقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة ك : ضَرَبَ ، يَضْرِبُ ، اضْرِبْ. وعلامته أن يصحّ الإخبار به لا عنه ، ودخول : «قد» و «السين» و «سَوْفَ» ، و «الجزم» نحو : قَدْ ضَرَبَ وسَيَضْرِبُ ، وسَوْفَ يَضْرِبُ ، ولَمْ يَضْرِبْ ، والتّصريف إلى الماضي والمضارع ، وكونه أمراً ونهياً ، واتصال الضمائر البارزة المرفوعة نحو : ضَرَبْتُ ، وتاء التأنيث الساكنة نحو : ضَرَبَتْ ، ونون التّأكيد نحو : اضْرِبَنَّ. فإنّ كلّ هذا من خواص الفعل. ومعنى الإخبار به أن يكون محكوماً به كالخبر. ويسمّى فعلاً باسم أصله وهو المصدر ، لأنّ المصدر هو فعل للفاعل حقيقة.
وحدّ الحرف :
إنّه كلمة لا تدلّ على معنى في نفسها بل في غيرها نحو :