بعد ألف الجمع حرفان متحرّكان كمَساجد ودَوابّ ، أو ثلاثة أحرف أوسطها ساكن غير قابل للتاء كمَصابيح. فصَياقِلَة وفَرازنَة منصرفان لقبولهما التاء. وهو أيضاً قائم مقام السببين ، الجمعيّة وامتناعه أن يجمع مرّة اُخرى جمع التكسير ، فكأنَّه جمع مرّتين.
أمّا التّركيب : فشرطه أن يكون عَلَماً بلا إضافة ولا إسناد كبَعلبَك ، فعَبْد اللهِ منصرف للإضافة ، وشابَ قَرْناها ، مبنيّ للإسناد.
أمّا الألف والنون الزائدتان : فشرطهما إن كانتا في اسم أن يكون عَلَماً كعِمْران وعُثْمان ، فسعْدان ـ اسم نبت ـ منصرف ، وإن كانتا في الصفة فشرطهما أن لا يكون مؤنّثها فَعْلانَة كسَكْران وعَطْشان ، فنَدْمان منصرف لوجود نَدْمانَة.
أمّا وزن الفعل : فشرطه أن يختصّ بالفعل نحو : ضَرَبَ وشَمَّرَ. وإن لم يختصّ به فيجب أن يكون في أوّله إحدى حروف المضارع ، ولا يدخله الهاء كأَحْمَد ويَشْكُر وتَغْلِب ونَرْجس ، فيَعْمل منصرف لقبوله التاء كقولهم ، ناقَة يَعْملَة.
واعلم أنّ كلّ ما يشترط فيه العَلَميّة وهو التأنيث بالتاء والمعنويّ والعُجمة والتّركيب والاسم الّذي فيه الألف والنون الزائدتان ، وما لم يشترط فيه ذلك لكن اجتمع مع سبب آخر فقط وهو العدل ووزن الفعل ، إذا نكّرته انصرف.
أمّا في القسم الأوّل فلبقاء الاسم بلا سبب ، وأمّا في القسم الثاني فلبقائه على سبب واحد. تقول : جاءَ طَلْحَةُ وطَلْحَةٌ آخَر ، وقامَ عُمَرُ وعُمَرٌ آخر ، وقامَ أَحْمَدُ وأَحْمَدٌ آخر.
وكلّ ما لا ينصرف إذا اُضيف أو دخله اللام ، دخله الكسرة في حالة الجرّ كمَرَرْتُ بِأَحْمَدِكُمْ وبِالْأحْمَرِ. تمّت المقدّمة.