وإنّما أعرب كلا وكلتا بالحروف لأنّهما يشابهان التثنية من حيث المعنى واللفظ ، أمّا المعنى فظاهر ، وأمّا اللفظ فكما أنّ في آخر التثنية ألفا ونونا في حالة الرفع ، وياء ونوناً في حالتي النصب والجرّ فكذلك كلا وكلتا إلّا أنّهما لمّا كانا دائمي الإضافة لم يظهر قطّ نونهما.
وإنّما قال مضافاً إلى مضمر لأنّهما إذا اُضيفا إلى المظهر يكون إعرابهما بالحركات تقديراً نحو : جاءني كلا الرجلين وكلتا المرأتين ورأيت كلا الرجلين وكلتا المرأتين ومررت بكلا الرجلين وبكلتا المرأتين.
قال : وفي التثنية والجمع المصحّح نحو : جاءني مسلمان ومسلمون ، ورأيت مسلمَينِ ومسلمِينَ ، ومررت بمسلمَينِ ومسلمِينَ.
أقول : لمّا بيّن الموضع الثاني من المواضع الأربعة شرع في بيان الموضع الثالث والرابع وهما التثنية ، والجمع المصحّح ، فإنّ إعرابهما أيضاً بالحروف ، ولكن ببعضها أعني بالألف في رفع التثنية ، وبالواو في رفع الجمع ، وبالياء في نصبهما وجرّهما نحو : جاءني مسلمان ومسلمون ، ورأيت مسلِمَيْنِ ومسلِمِيْنَ ، ومررت بمسلمَينِ ومسلمِينَ.
وإنّما اُعرب التثنية والجمع المصحّح بالحروف لأنّهما فرعان للمفرد والإعراب بالحروف فرع الإعراب بالحركات وقد اُعرب بعض المفردات بالحروف كالأسماء الستّة فلو لم يعربا بها للزم للفرع مزيّة على الأصل.
وإنّما جعل
إعرابهما ببعض الحروف لأنّ حروف الإعراب ثلاثة الألف ، والواو ، والياء ، ومواضعها في التثنية والجمع ستّة رفعهما ونصبهما وجرّهما فيلزم التوزيع بالضرورة وإنّما اختصّ الألف برفع التثنية ، والواو برفع الجمع لأنّ الألف في تثنية الأفعال والواو في جمعها علامتان للمرفوع أعني الفاعل نحو : ضَرَبا ويضربان واضربا وضربوا ويضربون واضربوا