أقول : مثاله قوله تعالى : «فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي» (١).
قال : ولام الابتداء في نحو : لَزَيْدٌ قائمٌ ، وإنّه لَيَذْهَبُ.
أقول : فائدتها تأكيد مضمون الجملة الّتي دخلت عليها وتلك الجملة إمّا اسميّة نحو : لَزيدٌ قائمٌ ، وإمّا فعلية وفعلها مضارع نحو : إنّه لَيَذْهَبُ.
قال : تاء التأنيث الساكنة : وهي الّتي لحقت بأواخر الأفعال الماضية نحو : ضَرَبَتْ. للإئذان من أوّل الأمر بأنّ الفاعل مؤنّث ، وتتحرّك بالكسر عند ملاقاة الساكن نحو : قد قامتِ الصلاة.
أقول : إنّما أسكنت لأنّها مبنيّة والأصل في البناء السكون.
قال : النون المؤكّدة : ولا يؤكّد بها إلّا المستقبل الّذي فيه معنى الطلب.
أقول : إنّما اشترط الطلب في مدخولها لأنّ التأكيد إنّما يناسبُ كلاماً يتوصّل به إلى تحصيل مطلوب وإنّما اشترط الاستقبال لأنّ الطلب لا يكون إلّا فيه فلا يؤكّد بها الماضي والحال بل يؤكّد المستقبل والأمر والنهي والاستفهام والتمنّي والعرض نحو : والله لأفعلنّ كذا ، واضْرِبَنَّ ، ولا يَخْرُجَنَّ ، وهَلْ يَذْهَبَنَّ ، وألا تنْزِلَنَّ ، ولَيْتَكَ تَرْجِعَنَّ.
قال : والخفيفة تقع حيث تقع الثقيلة إلّا في فعل الاثنين وجماعة المؤنّث لاجتماع الساكنين على غير حدّه.
أقول : هذه النون إمّا خفيفة ساكنة أو ثقيلة مشدّدة مفتوحة وتمام مباحثها
____________________________
(١) البقرة : ١٨٦.