وسلم زينب بنت جحش رضي اله ، عنها دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون ، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقولوا فلما رأى ذلك قام ، فلما قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل ، فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد انطلقوا ، فجاء حتى دخل ، فذهبت ادخل ، فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ) .... (١).
[١٧٧٥٤] عن أنس رضي الله ، عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها ، فإذا ، عندها قوم ، فانطلق فقضى حاجته فرجع وقد خرجوا فدخل وقد أرخى بيني وبينه سترا فذكرته لأبي طلحة فقال : لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شيء فنزلت آية الحجاب (٢).
[١٧٧٥٥] عن ابن عباس رضي الله ، عنهما قال : «دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس فقام النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كي يتبعه ويقوم ، فلم يفعل ، فدخل عمر رضي الله ، عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى الرجل المقعد فقال : لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ففطن الرجل فقام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قمت مرارا كي يتبعني فلم يفعل ، فقال عمر رضي الله ، عنه : لو اتخذت حجابا ، فإن نساءك لسن كسائر النساء ، وهو أطهر لقلوبهن. فأنزل الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ) ... فأرسل إلى عمر رضي الله عنه فأخبره بذلك» (٣).
[١٧٧٥٦] حدثنا ابى ، حدثني ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن مسعر ، ، عن موسى بن أبي كثير ، عن مجاهد ، عن عائشة قالت : كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حسيا في قعب فمر عمر فدعاه فأصابت إصبعه إصبعي فقال : حس أو : أوه لو أطاع فيكن ما رأتك عين فنزل الحجاب (٤).
قوله تعالى : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) و (لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ)
[١٧٧٥٧] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) قال : غير متحينين نضجه (وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) بعد أن تأكلوا (٥).
[١٧٧٥٨] عن الضحاك رضي الله ، عنه في قوله : (إِناهُ) قال : نضجه (٦).
__________________
(١) ـ (٣) الدر ٦ / ٦٤٢.
(٤) ابن كثير ٦ / ٤٤٥.
(٥) ـ (٦) الدر ٦ / ٦٤٢.