وأعرف به بعد النكرة وأكثر به بعد القلة وأغنى به بعد العيلة وأجمع به بعد الفرقة وأؤلف به بين امم متفرقة ، وقلوب مختلفة ، وأهواء متشتتة ، وسأنقذ به فئاما من الناس عظيمة من الهلكة ، وأجعل أمته (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) يأمرون بالمعروف وينهون ، عن المنكر موحدين مؤمنين مخلصين مصدقين لما جاءت به رسلي ، ألهمهم التسبيح والتحميد والثناء والتكبير والتوحيد في مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم يصلون لي قياما وقعودا ويقاتلون في سبيل الله صفوفا وزحوفا ، ويخرجون من ديارهم ابتغاء مرضاتي ألوفا يطهرون الوجوه والأطراف ويشدون الثياب في الأنصاف قربانهم دماؤهم وأناجيلهم في صدورهم رهبان بالليل ليوث بالنهار ، وأجعل في أهل بيته وذريته السابقين (وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ) ، أمته من بعده (يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) أعز من نصرهم وأؤيد من دعا لهم ، وأجعل دائرة السوء على من خالفهم أو بغى عليهم ، أو أراد ان ينتزع شيئا مما في أيديهم أجعلهم ورثة لنبيهم والداعية إلى ربهم (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ ، عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) ويوفون بعهدهم ، أختم بهم الخير الذي بدأته بأولهم ، ذلك فضلي أوتيه من أشاء ، وأنا ذو الفضل العظيم (١).
[١٧٧١٥] حدثنا أبى حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثني عبد الله بن محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن شيبان النحوي أخبرنى قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما نزلت (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وقد كان أمر عليا ومعاذا أن يسيرا إلى اليمن فقال : انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا» إنه قد أنزل علي (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٢).
قوله تعالى : (وَدَعْ أَذاهُمْ) آية ٤٨
[١٧٧١٦] عن مجاهد رضي الله ، عنه في قوله : (وَدَعْ أَذاهُمْ) قال : أعرض ، عنهم (٣).
قوله تعالى : (إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) .. آية ٤٩
[١٧٧١٧] عن ابن عباس في قوله : (إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) الآية. قال : هذا في
__________________
(١) ـ (٢) ابن كثير ٦ /. ٤٣.
(٣) الدر ٦ / ٦٢٥.