(وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ) قال : التناوش كذلك (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) قال : ما كان بين الآخرة والدنيا (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ) قال : كفروا بالله في الدنيا (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) قال : في الدنيا قولهم : وهو ساحر ، بل هو كاهن ، بل هو شاعر ، بل هو كذاب (١).
[١٧٩٠٩] عن ابن عباس رضي الله عنهما (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ) قال : كيف لهم الرد. (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) قال : يسألون الرد ، وليس حين رد (٢).
[١٧٩١٠] عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ) قال : يرجمون بالظن ، انهم كانوا في الدنيا يكذبون بالآخرة ، ويقولون : لا بعث ولا جنة ولا نار (٣).
قوله تعالى : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)
[١٧٩١١] عن الحسن رضي الله عنه في قوله : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) قال : حيل بينهم وبين الإيمان (٤).
[١٧٩١٢] عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) قال : من مال أو ولد أو زهرة أو أهل (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ) قال : كما فعل بالكفار من قبلهم (٥).
[١٧٩١٣] عن ابن عمر رضي الله عنه أنه شرب ماءا باردا فبكى ، فقيل له : ما يبكيك؟ فقال : ذكرت آية في كتاب الله (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقال الله : (أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ) (٦).
قوله تعالى : (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)
[١٧٩١٤] عن قتادة في قوله : (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) قال : إياكم والشك والريبة ، فإنه من مات على شك بعث عليه ، ومن مات على يقين بعث عليه (٧).
__________________
(١) الدر ٦ / ٧١٤.
(٢) ـ (٥) الدر ٦ / ٧١٥.
(٦) ـ (٧) الدر ٦ / ٧١٩.