مقدّمة التحقيق :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريته المصطفى محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد : لا يخفى على كلّ أحد ما لعلم الفقه من الأهمية في كيان المجتمع وتطوّره ورقيّة ، إذ أنّ له علاقة وثيقة بين المرء وخالقه ، وكذا علاقة الناس فيما بينهم ، إذ أنّه الحاوي لكلّ الأوامر والنواهي التي جاء بها النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبيّنها من بعده أوصياؤه الحجج صلوات الله عليهم أجمعين ، وأخذها عنهم من بعدهم العلماء والفقهاء جيلا بعد جيل ، منذ الصدر الأوّل لبزوغ الإسلام وحتى يومنا هذا ، إذ انتفض في كلّ عصر من هذه العصور