من يقوم بحفظ هذا التراث العظيم بكلّ أمانة ودقّة وتسليمه إلى من هو أهله من بعده ، مقتفين في ذلك قول الباري جلّ وعلا (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (١).
وأخذ في التطوّر يوما بعد آخر حتى وصل إلى مستوي «جواهر الكلام» و «الحدائق الناضرة» و ـ كتابنا هذا ـ «مصباح الفقيه» مزيّنين المكتبة الإسلامية بهذا التراث الضخم المتمثّل بفقه أهل البيت عليهمالسلام ، الذي صار منهلا رويّا لآلاف العلماء والفقهاء يغترفون من معينة العذب الصافي.
وكما أنّنا نرى تعظيما واهتماما لهذا العلم اليوم كذاك بالأمس نراهم أولوا هذا الاهتمام والتعظيم ، فهذا :
علي بن أبي رافع ، تابعيّ من خيار الشيعة ، كانت له صحبة من أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان كاتبا له ، وحفظ كثيرا ، وجمع كتابا في فنون من الفقه : الوضوء والصلاة وسائر الأبواب ..
قال عمر بن محمّد : وأخبرني موسى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه أنّه كتب هذا الكتاب عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع ، وكان يعظّمونه ويعلّمونه ..
__________________
(١) التوبة : ١٢٢.