فدك : قرية في الحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، وقيل ثلاثة وهي أرض يهودية في مطلع تأريخها المأثور. وكان يسكنها طائفة من اليهود ، ولم يزالوا على ذلك حتى السنة السابعة حيث قذف الله بالرعب في قلوب أهليها فصالحوا رسول الله صلىاللهعليهوآله على النصف من فدك وروي انّه صالحهم عليها كلها.
وابتدأ بذلك تاريخها الإسلامي ، فكانت ملكا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّها مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، ثم قدمها لابنته الزهراء ، وبقيت عندها حتى توفي أبوها صلىاللهعليهوآله فانتزعها الخليفة الأول رضياللهعنه ـ على حد تعبير صاحب الصواعق المحرقة ـ وأصبحت من مصادر المالية العامّة وموارد ثورة الدولة يومذاك حتى تولّى عمر الخلافة فدفع فدكاً إلى ورثة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبقيت فدك عند آل محمّد صلىاللهعليهوآله إلى أن تولّى الخلافة عثمان بن عفان فاقطعها مروان بن الحكم على ما قيل ، ثم يهمل التاريخ أمر فدك بعد عثمان فلا يصرح عنها بشيء. ولكن الشيء الثابت هو ان أمير المؤمنين علياً انتزعها من مروان على تقدير كونها عنده في خلافة عثمان ـ كسائر ما نهبه بنو اُمية في أيّام خليفتهم ـ.
وقد ذكر بعض المدافعين عن الخليفة في مسألة فدك انّ علياً لم