اولياء الله مشمراً ناصحاً مجداً كادحاً وانتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون (١).
ما أروعها من مقارنة هذه التي عقدتها الزهراء بين أسمي طراز من الكفاءة العسكرية في دنيا الإسلام يومئذ وبين رجولة مفطومة ـ ان صحّ التعبير ـ من ملكات البطل ومقومات العسكري الموهوب. بين بسالة هتفت بآياتها السماء والأرض وكتبت بمداد الخلود في فهرس المثاليات الإنسانية وشخصية اكتفت من الجهاد المقدّس بالوقوف في الخط الحربي الأخير ـ العريش ـ وياليتها اقتنعت بذلك عن الفرار المحرم في عرف الإسلام. في عرف التضحية ، في عرف المفاداة بالنفس لتوحيد الحكومة السماوية على وجه الأرض.
ولا نعرف في تاريخ الإنسانية موهبة عسكرية بارعة لها من الآثار الخيرة في حياة هذا الكوكب كالموهبة العلوية الفذة في تاريخ الابطال فان مواقف الإمام في سوح الجهاد وميادين النضال كانت بحقّ هي الركيزة التي قامت عليها دنيا الإسلام وصنعت له تاريخه الجبّار.
فعليّ هو المسلم الأول في اللحظة الأولى من تاريخ النبوّة عندما لعلع الصوت الإلهي من فم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم هو بعد ذلك الغيور الأول والمدافع الأول الذي اسندت إليه السماء تصفية الحساب مع الإنسانية الكافرة.
ان فوز الإمام في هذه المقارنة يعني ان له حقاً في الخلافة من ناحيتين : ـ
( احداهما ) : انّه الشخص العسكري الفريد بين مسلمة ذلك اليوم
__________________
(١) تعني بهذا الكلام الجماعة الحاكمة كما سنوضح ذلك في الكلام على القطعة الآتية.