.................................................................................................
______________________________________________________
وتتم انفك بأن تكون مطاوع فك الخاتم وغيره فصله والأسير خلصه. وتتم فتأ بأن يراد بها معنى سكن أو أطفأ.
قال الفراء (١) : فتأته عن الأمر سكّنته والنّار أطفأتها. انتهى (٢).
ولم يذكر المصنف في الشرح دام مع أنه قد ذكرها في الأصل وأنها تكون بمعنى ذهب أو فارق وذكر فتأ في المتن والشرح مع أنه قد استثناها أولا من الذي يستعمل تامّا كما استثنى ليس وزال. ومن ثم قال الشيخ (٣) : «وهذا الذي ذكره المصنف من أن فتأ تكون تامة بمعنى سكن أو أطفأ وهم وتصحيف قال : نبه على ذلك الأمير العالم علاء الدين علي ابن الفارسي (٤) وكشف مادة فتأ في الصّحاح وغيره فلم يجد أحدا منهم ذكر أن فتأ تكون تامة بمعنى سكن أو أطفأ ، وإنما ذكر ذلك في مادة فثأ بالثاء المثلثة.
قال في الصحاح (٥) : فثأت القدر سكّنت غليانها وفثأت الرّجل فثأ كسرته عنك وسكّنت غضبه» (٦).
ثم قال : وما سوى ليس ودام من أفعال هذا الباب يتصرف أي يستعمل فيه ماض ومضارع وأمر واسم فاعل ومصدر إلا أن المصدر لا يتأتى صوغه من ملازمات النفي.
ولمضارعها والأمر ما لماضيها وكذلك جميع الأفعال المتصرفة. ـ
__________________
(١) التذييل والتكميل (١ / ١٤٣) والهمع (١ / ١١٦).
(٢) شرح التسهيل (١ / ٣٤٣).
(٣) التذييل والتكميل (٣ / ١٤٣).
(٤) هو علاء الدين علي بن بليان الفارسي الحنفي. قال السيوطي : قال الصفدي : ولد سنة (٦٧٥ ه) وقرأ النحو على أبي حيان وأتقنه وتقدم فيه كما قرأ الأصول والفقه على الفخر بن التركماني والسروجي.
شرح الجامع الكبير ورتب صحيح ابن حبان على الأبواب وكان جيد الفهم حسن المذاكرة ، تقدم أمام بيبرس الجاشنكير وتوفي سنة ٧٣٩ بعد عمر زاد على الستين.
أقرأ ترجمته في الوعاء (٢ / ١٥٢).
(٥) انظر مادة فثأ في الصحاح (١ / ٦٢) وقد استشهد للمعنى المذكور بقول الشاعر وهو الجعدي (من الطويل) :
تفوز علينا قدرهم فتديمها |
|
ونفثؤها عنّا إذا حميها غلا |
(٦) هذا كلام أبي حيان وغيره في القاموس (١ / ٢٣) :وفتأ كمنع كسر واطفأ ، عن ابن مالك في كتابه جمع اللغات المشكلة وعزاه للفراء وهو صحيح وغلط أبو حيان وغيره في تغليطه.
ونقل محقق التذييل والتكميل (٢ / ٣١٢) (د / سيد تقي) ما وجده بخط ابن مكتوم على هامش الشرح.
وملخصه : أن أبا حيان تجنى على ابن مالك في هذا وذكر أن الفراء وغيره حكاه ، وكون ابن الفارسي لم يجد ذلك لا يدل على عدم وروده ؛ فابن الفارسي ليس حجة في اللغة ، والكتب التي رجع إليها مليئة بالتصحيف.