.................................................................................................
______________________________________________________
ولأفعال هذا الباب انقسامات بنسب مختلفة :
فأول انقساماتها إلى ما يعمل بلا شرط أي موجب وغير موجب وصلة وغير صلة (١) وهو الثمانية الأول.
وإلى ما يعمل بشرط كونه صلة لما الظرفية أي المصدرية التي يقصد بها وبصلتها التوقيت وهو دام كقولك لا تجامل ما دام الله ملجأك.
قال الله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)(٢).
التقدير مدة دوامي حيّا فلو خلت دام من ما المصدرية لم يكن لها اسم ولا خبر ، فلو وقع بعدها مرفوع ومنصوب جعل المرفوع فاعلا والمنصوب حالا نحو دام زيد صحيحا (٣) وكذا لو كان معها ما المصدرية ولم تكن في موضع ظرف زمان نحو عجبت مما دام زيد صحيحا فزيد فاعل وصحيحا حال ولهذا لا يجوز تعريفه.
وقد تستعمل دام بعد ما المصدرية النائبة عن ظرف الزمان تامة تشبيها ببقى فلا يكون لها خبر كقوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ)(٤).
وإلى ما يعمل بشرط كونه منفيّا أو منهيّا عنه : وهي أربعة أفعال مشهورة ملحق [٢ / ٤] بها اثنان ، فالأربعة : زال ، وانفك ، وبرح ، وفتئ وقد يقال فقأ وأفقأ.
والملحقات بها : وني ورام التي مضارعها يريم.
ومعنى الستة إذا بقيت داخلة على الجملة الإعلام بلزوم مضمون الجملة في المعنى أو في الاستقبال نحو ما زال العلم حسنا ولن يزال الجهل قبيحا.
وقد تناول قولي : منفيّة (٥) المنفي بليس كقول الشاعر : ـ
__________________
(١) أشار بغير الموجب إلى الأربعة التي تعمل بشرط تقدم نفي أو شبهه وستأتي ، وأشار بالصلة إلى دام التي تعمل بشرط أن تكون صلة لما كما سيذكره ، إلا أنه لم يراع الترتيب في كلامه ، وكان الأولى أن يقدم الحديث عن الأربعة أو يقول في كلامه .. انقسامها إلى ما يعمل بلا شرط أي صلة وغير صلة وموجب وغير موجب.
(٢) سورة مريم : ٣١.
(٣) يوجد بياض صغير قدر كلمة أو كلمتين بين قوله : (حالا نحو) وبين قوله : (دام زيد صحيحا) في جميع النسخ : نسخة (ب) ، ونسخة تركيا ، ونسخة (أ) ، ومع ذلك فالكلام صحيح ولا نقص فيه ، ولكن هذا يشير إلى أن النسخ كلها نقلت ، وروجعت على أصل واحد.
(٤) سورة هود عليهالسلام : ١٠٧ ، ١٠٨.
(٥) أي قول ابن مالك في المتن ونصه : فبلا شرط كان وأضحى ... ومنفية بثابت النفي مذكور غالبا متصل.