٦٣
مسألة
[هل يجوز توكيد النكرة توكيدا معنويا؟](١)
ذهب الكوفيون إلى أن توكيد النكرة بغير لفظها جائز ، إذا كانت مؤقتة نحو قولك «قعدت يوما كله ، وقمت ليلة كلها». وذهب البصريون إلى أن تأكيد النكرة بغير لفظها غير جائز على الإطلاق. وأجمعوا على جواز تأكيدها بلفظها نحو :
«جاءني رجل رجل ، ورأيت رجلا رجلا ، ومررت برجل رجل» وما أشبه ذلك.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : الدليل على أن تأكيدها جائز النقل [١٨٧] والقياس :
أما النقل فقد جاء ذلك عن العرب ، قال الشاعر :
[٢٨٤] لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب |
|
يا ليت عدّة حول كلّه رجب |
______________________________________________________
[٢٨٤] هذا البيت من كلام عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي ، وهو من شواهد ابن يعيش في شرح المفصل (ص ٣٦٤) والأشموني (رقم ٧٦٣) وابن هشام في أوضح المسالك (رقم ٤٠٢) وفي شرح شذور الذهب (رقم ٢٢٨) وكلهم يروونه مثل رواية المؤلف ، والصواب في روايته أنه بنصب «رجب» في آخر البيت لأنه من كلمة أولها :
يا للرجال ليوم الأربعاء ، أما |
|
ينفك يحدث لي بعد النهى طربا |
إذ لا يزال غزال فيه يفتنني |
|
يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا |
وذلك على أن يكون الشاعر قد أتى باسم ليت وخبرها منصوبين ، كما هو لغة قوم من العرب ، ونظير قول العماني الراجز :
كأن أذنيه إذا تشوفا |
|
قادمة أو قلما محرفا |
و «شاقه» بالشين المعجمة ـ أي أعجبه أو بعث الشوق إلى نفسه ، ويروى «ساقه» بالسين المهملة ، و «حول» بفتح الحاء وسكون الواو ـ هو العام ، وأنشده ابن الناظم في شرح
__________________
(١) انظر في هذه المسألة : حاشية الصبان على الأشموني (٣ / ٦٧ بولاق) وشرح التصريح للشيخ خالد الأزهري (٢ / ١٥٦ بولاق وما بعدها) وشرح الرضي على الكافية (١ / ٣١٠) وشرح ابن يعيش على المفصل (ص ٣٦٤) وشرح ابن عقيل (٢ / ١٦٦ بتحقيقنا).