.................................................................................................
______________________________________________________
بالنصب ؛ فالتنوين مقدر الثبوت وإذا قلت : أساور فضة ؛ بالجر فإن التنوين الذي كان ثبوته مقدرا صار حذفه مقدرا ولذلك لا ينون في الاضطرار بخلاف الذي تنوينه مقدر الثبوت ، فإنه ينون في الاضطرار ، ودخل في قولي : (أو نون تشبهه) نونا المثنى والمجموع كـ «صاحبين» ، و «مكرمين» ونونا الجاريين مجراهما في الإعراب كاثنين ، وعشرين فإن نونيهما تحذفان للإضافة ؛ لجريانهما مجرى المثنى والمجموع على حده ، فيقال : أقبض اثنيك ، وعشريك كما يقال : اذكر صاحبيك ، ومكرميك ولا خلاف في إضافتهما إلى غير مميزهما وإنما يمتنع إضافتهما إلى مميزهما إلا في الاضطرار كقول الراجز :
٢٨٧١ ـ كأنّ خصييه من التّدلدل |
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل (١) |
أو في ندور كرواية الكسائي إن بعض العرب يقول : عشرو درهم. وقد يحذف من المضاف تاء التأنيث إن لم يوقع حذفها في إلباس مذكر [٤ / ٦٦] بمؤنث كحذف تاء «ابنة» ، أو مفرد بجمع كحذف تاء «تمرة» ومن شواهد ذلك قراءة بعض القراء «ولو أرادوا الخروج لأعدّوا له عده» (٢) ومنها قول الشاعر :
٢٨٧٢ ـ إنّك أنت الحزين في أثر ال |
قوم فإن تنوينهم تقم (٣) |
ومثله :
٢٨٧٣ ـ إنّ الخليط أجدّوا البين وانجردوا |
وأخلفوك عد الأمر الّذي وعدوا (٤) |
ومثله :
٢٨٧٤ ـ ونار قبيل الصبح بادرت قدحها |
حيا النار قد أو قدتها للمسافر (٥) |
ومثله :
٢٨٧٥ ـ ألا ليت شعري هل يفطن خالد |
عيادي على الهجران أم هو آيس (٦) |
__________________
(١) لخطام المجاشعي ، وقيل لغيره ـ التصريح (٢ / ٢٧٠) ، والدرر (١ / ٢٠٩) ، والكتاب (٢ / ١٧٧ ، ٢٠٢) ، والمقتضب (٢ / ٥٦) ، والهمع (١ / ٢٥٣).
(٢) البحر المحيط (٥ / ٤٨) ، وفيه آراء وتوجيهات فانظرها هناك إذا شئت. هذا والآية في : التوبة : ٤٦.
(٣) من المنسرح للنابغة الجعدي ـ ديوانه (١٤٩) واللسان : «نوى» برواية : «الحي» بدل «القوم».
(٤) من البسيط للفضل بن العباس .. التصريح (٢ / ٣٩٦) ، والخصائص (٣ / ١٧١) ومعاني الفراء (٢ / ٢٥٤).
(٥) من الطويل لكعب بن زهير ـ ديوانه (ص ١٨٥) ، وأساس البلاغة (ص ٣٨٠) ، وشرح العمدة (ص ٢٢٨) ، واللسان «حيا». (٦) كالسابق وانظره في التذييل (٧ / ١٨٥).