.................................................................................................
______________________________________________________
القرب والبعد غير متجددين ولا زائلين ، كبعد ما بين المتضادين ، وقرب ما بين المتماثلين ، فإذا أسند «بعد» إلى ذي بعد حادث ، و «قرب» إلى ذي قرب حادث فلشبههما بلازمي البعد والقرب كقولك : بعدت بعد ما قربت ، وقربت بعد ما بعدت.
ومن المستعمل لمعنى ثابت بعد التجدّد : فقه (١) الرّجل ، إذا صار الفقه له طبعا ، وشعر (٢) إذا صار قول الشعر له طبعا ، وخطب (٣) إذا صار إنشاء الخطب له طبعا.
ومن استعمال «فعل» لمعنى متجدّد زائل لشبه معناه بالمعنى الذي ليس متجدّدا ولا زائلا : قولهم : جنب (٤) الرجل إذا أصابته جنابة ، فإن معناه شبيه بمعنى نجس ، فوافقه في الوزن ، وإلى هذا وشبهه أشرت بقولي : «أو كمطبوع عليه أو شبيه بأحدهما» وأهمل فعل فيما عينه ياء استغناء عنه بـ «فعل» كلان يلين ، وطاب يطيب ، وبان يبين (٥) ، إلّا ما شذّ من قولهم : هيؤ الشّيء فهو هيّئ إذا حسنت هيئته (٦) ، وكذلك أهمل فيما لامه من الأفعال المتصرفة إلا ما شذّ من قولهم : نهو الرجل إذا كان ملازما للنّهية أي : العقل.
وقيّد الشّاذّ مما لامه ياء بالتّصرّف تنبيها على نحو : قضو الرّجل (٧) ، ورمو ، بمعنى ما أقضاه وما أرماه ، فإنه مطرد وقد بيّن ذلك في باب «التعجب».
وكذلك أهمل «فعل» في المضاعف استغناء عنه بـ «فعل» كعزّ يعزّ ، وذلّ ـ
__________________
(١) في اللسان (فقه): «وأما فقه بضم القاف فإنما يستعمل في النعوت يقال : رجل فقيه وقد فقه يفقه فقاهة إذا صار فقيها وساد الفقهاء.
(٢) في اللسان (شعر): «وشعر الرجل يشعر شعرا وشعرا وشعر ، وقيل : شعر قال الشّعر ، وشعر : أجاد الشّعر».
(٣) في اللسان (خطب): «وخطب بالضم خطابة بالفتح صار خطيبا».
(٤) في اللسان (جنب) : والجنابة : المنيّ وفي التنزيل العزيز : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) وقد أجنب الرجل وجنب أيضا بالضم».
(٥) في التذييل والتكميل (رسالة) (٦ / ٣ ، ٤): «ما عينه ياء استغني فيه بفعل عن فعل لاستثقال الضمة في الياء تقديرا كما استثقلوها ظاهرة فقالوا : طاب يطيب ولان يلين».
(٦) في اللسان (هيأ): «ورجل هيّئ حسن الهيئة».
(٧) انظر شرح الشافية للرضى (١ / ٧٦) وفي اللسان (هيأ) : قضو الرجل إذا جاد قضاؤه ، ورمو إذا جاد رميه».